رئيس تتارستان يدعو شيخ الأزهر لزيارة البلاد

 

كتب: محمد حنفي الطهطاوي

تسلم الإمام الأكبر  أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، اليوم الثلاثاء، دعوة رسمية من االرئيس رستام نور علي ميننيخانوف، رئيس جمهورية تتارستان، لزيارة البلاد والمشاركة في أعمال المؤتمر الذي تنظمه مجموعة الرؤية الاستراتيجية «روسيا- العالم الإسلامي» بعنوان: «روسيا- العالم الإسلامي: القيم الروحية والأخلاقية التقليدية كأساس التعاون بين الأديان»، يوم 19 مايو المقبل  في قازان عاصمة جمهورية تتارستان.

وسلم هذه الدعوة اليوم الثلاثاء إلى شيخ الأزهر بمشيخة الأزهر السيد: فاريت موخاميتشين، نائب رئيس المجلس الفيدرالي بالجمعية الاتحادية الروسية، وشرح لشيخ الأزهر تفاصيل هذا المؤتمر الذي سيناقش فرص التعاون الجديد بين روسيا الاتحادية والدول الإسلامية وعدد من القضايا الدولية ذات الاهتمام المشترك، ويشارك فيه نخبة من المسؤولين الحكوميين والشخصيات العامة ورجال الدين والدبلوماسيين والعلماء ورجال الأعمال من روسيا والدول الإسلامية.

وكتب رئيس تتارستان في الدعوة الرسمية لشيخ الأزهر: «إنني على ثقة من أن مشاركتكم سيكون لها أكبر الأثر في إثراء الحوار والدفع بمبادرات مجموعة الرؤية الاستراتيجية «روسيا- العالم الإسلامي» لتعميق التعاون بين روسيا ودول العالم الإسلامي في مختلِف المجالات الرُّوحية والأخلاقية والإنسانية وغيرها، على النحو الذي يعزز السلام والوئام بين الأديان وبين روسيا ودول العالم الإسلامي، ونتطلع إلى موافقتكم الكريمة على قبول هذه الدعوة والمشاركة في المؤتمر».

ورحب شيخ الأزهر بنائب رئيس المجلس الفيدرالي الروسي في رحاب الأزهر، مؤكدًا أنَّ الأزهر الشريف تبنى -منذ تأسيسه- أجندة واضحة وهي أجندة نشر السلام وحماية الضعيف، ويسعى إلى ترسيخ قيم الأخوة وتعزيز ثقافة الحوار، وتغليب الحكمة والبعد عن السياسة، انطلاقًا من دوره في نشر السَّلام -عالميًّا وداخليًّا-، ولذا ظل بعيدًا عن الأيديولوجيات السياسية المتحيزة، وهذا سر بقائه وثقة المسلمين والجميع فيه حتى يومنا هذا. 

وأكد الإمام الأكبر أن الأزهر يضطلع بمهام الحفاظ على النشء والشباب والتصدي للأمراض المجتمعية -كالشذوذ الجنسي ومخططات تدمير الأسرة- والتي تحاول بعض التيارات الغربية فرضها بالقوة على المجتمعات الشرقية والإسلامية تحت لافتات الحقوق والحريات المزيفة.

كما أكد أن من يفهم طبيعة الشعوب الشرقية والإسلامية، ويدرك مدى تمسك هذه الشعوب بدينها وبمنظومة القيم والأخلاق، يدرك جيدًا استحالة تمرير هذه المخططات داخل مجتمعاتنا، مضيفًا أنه حينما أُقصي الدين من أولويات الحضارات المعاصرة؛ سالت الدماء البريئة، وانتشر الفساد شرقًا وغربًا، ولم يجنِ العالم سوى مزيدًا من الأنانية والتعصب والكراهية، وتنامي اقتصاد بيع الأسلحة، وحظى بأهمية كبيرة عن اقتصاديات التعليم ومحاربة الجهل والفقر والعوز.

وأعرب شيخ الأزهر عن تقديره للدول الغربية التي لا تزال تتصدى لهوس التوجهات العالمية غير الأخلاقية، مؤكدًا أنَّ الحفاظ على المنظومة الدينية والأخلاقية من العبث بها؛ هو واجب ديني وإنساني واجتماعي، وأنَّ الأزهر لن يتوانى عن القيام بهذا الواجب، مشددًا على أنَّ الأزهر إنساني المذهب عالمي الدعوة إلى السلام والأخوة الإنسانية.

من جهته، أعرب نائب المجلس الفيدرالي الروسي، عن سعادته بلقاء شيخ الأزهر، وتقديره لما يقوم به فضيلته من جهود كبيرة لنشر السلام العالمي، وتعزيز قيم الأخوة الإنسانية والتعايش المشترك، مضيفًا أنَّ وثيقة الأخوة الإنسانية التي وقعها شيخ الأزهر والبابا فرنسيس هي دستور إنساني خالص وتحمل الكثير من الخير للجميع، مؤكدًا نيَّة بلاده تعزيز علاقاتها مع الأزهر الشريف، والاستفادة من خبراته الكبيرة في مجالات تعليم العلوم الإسلامية وتدريب الأئمة. 

وأعرب «فاريت» عن تقدير بلاده لدور الأزهر في إمدادها بالكوادر من العلماء والأساتذة والوعاظ والمعلمين، واستضافة الأزهر لأبناء روسيا الاتحادية للدراسة في معاهده وجامعته العريقة، ليعودوا إلى بلادهم بعد ذلك محملين بفكر مستنير يسهم في نهضة البلاد ويدعم الاستقرار والسلام، وإرساء ثقافة الحوار ودعم قضايا التسامح الديني الذي يخدم استقرار الدول واستفادتها من التنوع الديني والثقافي، مؤكدًا أنَّ المسلمين في روسيا يعيشون في اندماج كامل، وتحرص روسيا على إقامة الشراكات مع دول العالم الإسلامي للحفاظ على المثل الأخلاقية والتراث الثقافي للشعوب.