متعب الشمري: مهرجان الأمير سلطان العالمي الأعلى تصنيف دوليا

 

 

حوار: إبراهيم عمران

تعرف دائما الفروسية بأنها رياضة الملوك، وانطلاقا من اهتمام المملكة العربية السعودية بها، فإن العاصمة الرياض، تستضيف كأس السعودية البالغ جوائزها 20 مليون دولار أمريكي، مما يجعل سباق الخيل المقام بها هو الأكثر ربحية في العالم، وقد سطرت المملكة قصة نجاح كبيرة اكتسبت بها مكانة بارزة في مجال الفروسية وسباقات الخيل على المستوى العالمي. وحول صناعة وتربية الخيول.

وفي حوار مع متعب الشمري مدير عام ميدان الأمير سلطان بن عبد العزيز للخيل العربية، وذلك لطرح بعض التساؤلات المهمة في مجال الخيل والذي أجاب عليها بسعة صدر،موضحا أهمية تنمية صناعة الخيل على كافة المستويات، ثقافيا و سياحيا واقتصاديا، لافتا أن السعودية من أكبر دول العالم في قيمة السباقات حيث يصل قيمة جوائز أمسية كأس السعودية إلى ٢٠ مليون دولار، وأكد أن الفروسية والخيل تحمل رسالة سلام ومحبة، فهي رياضة نبيلة تجمع الملاك، وتساعد على التعارف ونشر الثقافة، مطالبا بضرورة التركيز عليها إعلاميا.

وأوضح “الشمري” في حواره ”أن المملكة بها أكبر مسابقات جمال الخيل العربي، حيث تصل قيمة جوائز مهرجان الأمير سلطان العالمي إلى أكثر من ١٥ مليون ريال سعودي ،وفيما يلي نص الحوار :

 

في رأيك .. ما هي أسباب ارتفاع أسعار الخيول؟ 

 

** لابد أن نعرف أن الخيل صناعة قبل أن تكون رياضة، فهي رياضة عريقة، فالخيل يمتلكها الأثرياء والملوك والنبلاء، فضلا عن أنها مكلفة، حيث يحتاج الحصان لرعاية خاصة، سواء من ناحية التغذية أو الرعاية الطبية، والتدريب، والأعلاف، فتصل هذه التكلفة إلى أكثر من 1000دولار شهريا، للحصان الواحد مما يجعل هذه الرياضة باهظة الثمن، لكن الفروسية واجهة للدولة، وعليها طلب دائم من المقتدرين ماديا، ولذلك نجد في المؤتمر العالمي بأبوظبي تواجد جميع الجنسيات، ويتداولون البيع والشراء من خلال وجود رموز ومقتني الخيل في العالم.

 

 

نلاحظ مؤخرا زيادة الإهتمام من الدول الأوربية بالفروسية وسباق الخيل بشكل خاص فما هو تعليقكم على ذلك؟ 

 

**الدول الأوربية تحافظ باستمرار على إقامة سباقات الخيول، فتصل جوائز السباقات إلى عشرات الملايين، لما لها من إقبال جماهيري من المربيين، و الملاك، والمتسابقين، فنجد عليها إقبالا شديدا لوجود الحركة التسويقية المكثفة والزخم الإعلامي بالإضافة لوجود شركات المراهنات التي تدر دخلا كبيرا في هذه السباقات.

 

– ما هي أشهر الدول العربية في السباقات من وجهة نظركم؟ 

 

** السعودية تحتل الصدارة بجوائزها العالية وكثرة سباقاتها وكذلك الإمارات فهناك كأس دبي  وجوائزه12 مليون دولار، وجائزة جوهرة تاج الشيخ زايد التي تصل إلى 5 مليون درهم، بخلاف مسابقات أخرى، ويحتل كأس دبي المركز الثاني عالميا بعد كأس السعودية، ونجد أيضا بالسعودية كأس العبية للخيول العربية وتصل فيه الجائزة إلى 2 مليون دولار، وبكل تأكيد وجود كأس السعودية، جعل أسعار الخيول حول العالم مرتفعة والطلب كبير على اقتناء اقوى واسرع الخيول العالمية.

 

ما هو الجديد في نسخة كأس السعودية القادمة ؟ 

 

** كأس السعودية يعد هو أغلى سباق في العالم، ضمن سباقات الخيول العربية، ويقام في 24و25 فبراير من كل عام، ويشارك في الحدث السنوي أبرز الخيل والمدربين والفرسان في العالم، حيث يقام في الرياض عاصمة السعودية بميدان الملك عبد العزيز للفروسية، كما أنه يضم سباقات كبرى ومنافسات تمهيدية على مسارات عشبية وترابية ، وتقسم الجائزة، 50% تذهب للمركز الأول، والباقي يقسم على سائر المراكز،حتى المركز الخامس من كل سباق بإستثناء سباق شوط كأس السعودية فتكون الجوائز المالية حتى المركز العاشر ،وهذه سباقة في تاريخ سباقات السرعة بالعالم، وهناك سباق آخر يدعى المنيفة للخيول العربية، وقيمة جوائزه مليون دولار، وهو سباق على الارض العشبية ومسافته 2100م.

 

ما هي الانطباعات الدولية عن عملية التطور الكبير في السباقات والفروسية السعودية ؟

 

**الكثير من المسئولين عن السباقات الأوروبية أكدوا أن سباقات الخليج تفوق المستوى العالمي، من حيث التنظيم والإدارة والجوائز والسلالات، وأعتقد أن السعودية والإمارات وقطر هم الأوائل على العالم من حيث هذه السباقات، بفضل السلالات والمزارع، لأنهم باختصار أنجزوا كل شيء في السباقات، وخاصة في الخيل العربي، وحققوا انتشارا واسعا على مستوى العالم. 

 

من هي الدولة الأكبر إنتاجا ؟

 

** من حيث إنتاج الخيول العربية تظل السعودية بالصدارة ،وأمريكا هي الأولى عالميا من ناحية الإنتاج في الخيول المهجنة ( الثيروبرد)، وذلك بفضل الأجواء والمساحات الشاسعة والمزارع والأجواء المناسبة من حيث المناخ الذي يساعد في عملية الإنتاج والتكاثر.

 

ما هي أكبر الدول في عدد أشواط؟

 

** في الخيل العربية تحتل المغرب المرتبة الأولى من حيث عدد الأشواط، لاستمرار السباقات خلال العام ، وفرنسا لديها العديد من السباقات المهمة وتتميز بوجود مزارع كثيرة لانتاج الخيول العربية فنجد سباقات الخيل العربي منتشرة في فرنسا، وتعتبر قطر راعية أساسية للسباقات في فرنسا، فنجد سباق قوس النصر يصل قيمته الى أكثر من 5 مليون دولار في سباق ( الارك )، والخيل العربي، مخصص له مليون يورو، وسبق للسعودية والإمارات وقطر الفوز في السباق، وهناك دول بدأت في تنظيم أشواطا للخيل العربية، مثل بريطانيا وأمريكا، ويرجع هذا أن هناك رغبة في استثمار هذا المجال وخلق سوقا واعدا للخيول العربية.

 

 

بما تنصح الملاك والمربين؟

 

** أنصح الملاك بأن يختاروا السلالات عالية الجودة، وأن يتم الاختيار بالكيف وليس بالكم، ليختصر الزمن وينافس بالسباقات الكبرى ،وتعد الخيل رسالة لكل دولة بالعالم وهي رسالة سلام ومحبة، ورياضة نبيلة تجمع الملاك، تساعد على التعارف ونشر الثقافة، ويجب التركيز عليها إعلاميا، لأن الخيل هي اساس للدول، ورمز للأصالة، وتقدم الدول مرتبط بتربية الخيول الأصيلة.

 

-كيف ترى وضع صناعة الخيل في مصر؟

 

**مصر دولة عريقة، كان لديها أجود السلالات في العالم، وخاصة في أيام الملكية حيث كانت تجرى عدة سباقات ولكن تراجعت السباقات لعدم وجود الدعم المالي من القطاع الحكومي والخاص رغم وجود مئات المزارع  بها.

 

ماهو أغلى فرس في العالم والسعودية؟

 

**أغلى حصان الفترة الاخيرة البطل  “فلايت لاين” الذي توج بأغلى سباقات أمريكا ( البريدرزكب )وتقدر قيمته السوقية قرابة 187 مليون  دولار، واعتزل في قمة مجده، لسبب أن عليه حجوزات لعدة سنوات قادمة، كفحل للتلقيح، وكان من المتوقع سنويا أن يصل دخله إلى 50 مليون دولار، وتم بيع   2.5 من الأسهم بـ5 مليون دولار، ولذلك سباقات الخيول العربية عالية الأسعار ومكلفة.

 

هل لنا من نبذة عن أسعار الخيل العربي والتلقيح؟

 

**تتراوح أسعارها من 5 الاف الى 60 الف دولار، وهناك فحل واعد في السعودية اسمه ليث، موجود بمزرعة الخالدية ، مملوك للأمير خالد بن سلطان بن عبدالعزيز تصل سعر التلقيح منه مرة واحدة إلى 60 ألف دولار واثبتت ابناءه بأنها الأفضل في سباقات الخيل العربية.

 

 

-جمال الخيل العربي أصبح له أهمية كبيرة في السعودية؟

 

**بالتأكيد، الأمر لا يقتصر على السباقات فهناك أغلى مهرجان في العالم، وهو مهرجان الأمير سلطان بن عبدالعزيز العالمي ، لجمال الخيل العربي، وتبلغ جوائزه 15 مليون ريال وينعقد على مدار 3 أيام ، ويعد الأعلى تصنيف بالعالم (تايتل شو).

 

-ما هي عوامل تطور سباقات الخيل والفروسية في المملكة ؟

 

**سمو الأمير محمد بن سلمان ولي العهد، قام بتطوير الفروسية بشكل كبير، فأصبح الملاك والمتسابقين والمربيين، يتوافدون على المملكة من كل أنحاء العالم، لأنه أحدث نقلة نوعية كاملة في المملكة، سواء اقتصادية أو ثقافية أو اجتماعية، حيث يلمس الجميع آثارها في المملكة، ومن هنا نجد أن الفروسية تطورت بشكل كبير، وأصبحت عالمية، بما تتناسب مع رؤية 2030 حيث احتلت السعودية المرتبة الأولى في أغلى السباقات من حيث الجوائز وجودة الخيل.

 

-حدثنا عن تجربتك مع الخيول ؟

 

**لي تجربة متواضعة مع الخيل، فعندما قررت التملك بحثت عنها في مزادات شهيرة اختصارا للوقت وشاركت بالسباقات السعودية والاماراتية وهناك النية للمشاركة أوروبيا كونها أصبحت بيئة جاذبة مما يؤكد أن سباقات الخيول أصبحت اقتصادية،وصناعة إذا اهتم بها أصحابها ستعود عليهم بمردود اقتصادي هائل.