جندى مجند حمام البيومى

فى هذا اليوم العظيم ..يوم الإحتفال بذكرى نصر السادس من أكتوبر ، أتذكر أبى جندى مجند حمام البيومى الذى شارك فى حرب أكتوبر وتم أسره بثغرة ” الدفر سوار ” لمدة عامين ونصف

إلتحق حمام البيومى بصفوف الجيش المصرى عام ٦٥ وهرب من التجنيد بعد شهر من إلتحاقه ، وسافر للإسكندرية للعمل على باخرة يونانية ، وسافر على متن هذه الباخرة إلى أوروبا عدة مرات ، وقبل حرب ٦٧ اتخذ الرئيس جمال عبد الناصر قرارا بالتعبئة العامة للقوات المسلحة ، وفى هذه الفترة تم القبض على جميع العساكر الهاربين من التجنيد ، وحمام البيومى كان واحدا منهم

تم ترحيل حمام البيومى إلى وحدته بالإسماعيلية بسلاح الدفاع الجوى ، بعد إنضمام حمام لوحدته بأسبوعين وقعت نكسة يونيه ، وبعد وقوع النكسة عاد الكثير من الجنود إلى محافظتهم ، ولكن حمام رفض العودة الى بلدته مركز جهينة محافظة سوهاج ، وعندما سألته سؤال واضح بعد سنوات من الحرب ..لماذا لم تكرر فعلتك وتهرب من الجيش وتعود لجهينة ؟ ..فكان رده ” إزاى أسيب البلد وهى مهزومة ..أنا أول مرة هربت وسافرت إسكندرية مكانشى فى حرب لكن إحنا دلوقتى فى حرب ”
ذاق حمام البيومى مرارة الهزيمة فى ٦٧ وشارك فى حرب الإستنزاف لمدة ستة سنوات وتعرض لإصابات عديدة بجسده من نيران العدو
وأثناء حرب الأستنزاف وتحديدا بعد مرور عامين حضر أحد قيادات الجيش لكتيبة حمام ، وسأل الجنود من منكم يحمل ” شهادة ” مؤهل ” فقال انا يافندم معى اعدادية ازهرية ، والاعدادية الازهرية فى ذلك الوقت كانت تساوى شهادة الثانوية العامة

بعد هذه الواقعة سافر حمام للإسكندرية للتدريب على إستخدام أسلحة حديثة من الإتحاد السوفيتى ، وظل حمام يتدرب لمدة عام على هذه الأسلحة هو وزملائه ، ثم عاد إلى ميدان المعركة ، وخلال رحلة العودة داخل السيارة العسكرية سمع فى الراديو نبأ وفاة الزعيم جمال عبد الناصر ، وهنا إنهار الجميع ، ودخول فى نوبة بكاء عنيف

وصل حمام ورفاقه الى وحدته بالإسماعيلية فى ٱنتظار تطبيق ماتدربوا عليه ، ومر عليهم عام ثم عام أخر ، وهم فى حيرة من امرهم ويدور فى ٱذهانهم سؤال ملح ..هل سنخوض الحرب أم سنظل على هذا الوضع ؟ .. وجاءت الأجابة يوم السادس من أكتوبر عام ٧٣ الساعة الواحدة و ٥٥ دقيقة عصرا عندما لحقت طائرات الجيش المصرى فى سماء سيناء تجاه العدو

عبر حمام مثله مثل جنود الابطال وأشتبك فى معارك ضارية مع الجيش الإسرائيلى ، وحقق هو وزملائه أنتصارات كثيرة على الارض حتى وقعت ثغرة ” الدفرسوار ” وتم أسره مع عددا من زملائه

وقع حمام فى الأسر ، ولكن الجيش المصرى عبر سيناء وحقق نصرا مستحقا وسحق الجيش الذى لايقهر كما لقبته الصحافة الامريكية

وبعد انتهاء الحرب خرجت أنباء من الجيش عن استشهاده ، وهنا حزنت أمه واحتسبته عند الله شهيدا ، ولكن بعد مرور شهرين ، أرسل الجيش خطابا لعائلة حمام يخبرهم فيها انه على قيد الحياة ، ولكن أسير لدى جيش العدو

مر عام أسود على حمام وهو فى الأسر حيث ذاق كل انواع التعذيب حتى حضر الصليب الأحمر ليحسن من حالته هو وزملائه

عاد حمام من الاسر أواخر عام ٧٥ وذهب الى بلدته مركز جهينه محافظة سوهاج لتستقبله البلد بأكملها وهى فى حالة فخر وسعادة
وأخيرا انه لفخر ..أننى ابن من أبناء الجندى مجند حمام البيومى

بقلم : علاء حمام