بقلم المفكر الإسلامي الدكتور ناجح إبراهيم
• منذ أن ظهر أنس الشريف علي شاشة الجزيرة وجميع من يشاهده يشعر أنه سيلقي الشهاده ، رغم صغر سنه في بداية أحداث غزة إلا أنه كان يدخل إلي موقع المعارك وقصف الطيران والمدفعية ويغطي إعلامياً هذه المعارك غير هياب للموت الذي كان يحاصره من كل مكان.
• كانت زوجتي كلما رأته تتحدث تلقائيا وكأنها تحدثه ويسمعها:” يا أنس يابني خليك بعيد، أنا خائفة عليك”.
•الجميع يعتبره ابنه الصغير الذي دخل معتركاً خطراً أكبر من سنه ،ولكنه أثبت مع الأيام كفاءته وجدارته وشجاعته ، ورغم ذلك لم يزل ذلك الشعور يراودنا كأسرة بسيطة تراه في اليوم مرات .
• كان ينتقل من شمال غزة لجنوبها، تلقي التهديد والوعيد من الجيش الإسرائيلي مرات دون أن يثنيه ذلك عن رسالته في خدمة شعبه والتعريف بمأساة أمته في غزة.
• ثم جاءت اللحظة التي كنا جميعا نخافها ونحذرها ليس عليه فهو شهيد عظيم ولكن علي قلوبنا الجريحة المكلومه التي لا يكاد يبرأ منها جرح حتى ينزف آخر.
• كل يوم نحاول أن نغالب الأسى والجراح بضحكة مع طفل مريض او حفيد ظريف ، أو شقيق حدانا الشوق إليه أو صديق عشنا معه أياما جميلة ،ولكن هيهات فالجرح ينزف كل يوم مع جراح أمتنا التي لا تكاد تنتهي ، سلام علي الشهداء ، سلام علي أنس الشريف.