إعمار الأضرحة.. الفريضة التائهة بين الأوقاف و”الأعلى للصوفية”

بقلم- مصطفى زايد الباحث المتخصص في الشأن الصوفي

لأضرحة آل البيت والصالحين مكانة خاصة لدى المصرين، فهى ملاذ المريدين وملجأ المهمومين، ويقال إن الفاطميين هم أول من قاموا بعمل الأضرحة في مصر فترة ولايتهم عليها وأقاموا الاحتفالات لأصحاب هذه الأضرحة (الموالد).

 وانتشر بناء الأضرحة في كل بقاع مصر حتي لا تكد تخلوا قرية في مصر من ضريح بداخلها يحتوي على جسد ولي أو من يطلق عليها أضرحة مشاهدة وليس بها جسد.

والأضرحة تشرف عليها جهات عدة فمنها أضرحة تتبع وزارة الأوقاف وهي التي بداخل المساجد، ومنها من يتبع لوزارة السياحة والآثار وهي الأضرحة التي أدرجت في سجلات الوزارة كونها أثر معماري وتاريخي، ومنها من يقع تحت إشراف المجلس الاعلي للطرق الصوفية كونها مدرجة في سجلاته ومعين علي خدمتها أفراد من الطرق الصوفية ومنها من يتبع الأهالي وهم من يقوموا بالإشراف عليها وخدمتها ومنها من يتبع إدارات الجبانات بكل محافظة ويقوم على خدمتها الأهالي أيضاً.

هذه الأضرحة قد مر علي بناء بعضها سنين عده قد تكون قرون من الزمن وبعضها تم بنائه من سنوات وقد تعرضت كثير من هذه الأضرحة إلى انهيارات كلية وجزئية وتشققات وتصدعات في مبانيها نتيجة مرور كل هذه السنوات علي بنائها ومنها من تعرض للإتلاف العمد وخاصة فترة ما بعد ثورة ٢٥ يناير على يد الجماعات المتشددة التي تحرم بناء الأضرحة .

وعلى مر التاريخ منذ أن عرفت مصر بناء الأضرحة لآل البيت والصالحين ويقوم المواطنين بالبناء أو الترميم لهذه الأضرحة من أموالهم الخاصة.

فوزارة الأوقاف لا تهتم إلا بالأضرحة الكبيرة وتقوم بصيانتها على فترات بعيدة وغالباً تكون تكاليف هذه الصيانة متبرع بها من المحبين لصاحب الضريح وقد استغل محرمي بناء الأضرحة فكرة أن وزارة الأوقاف تعتمد على ترميم وإعادة بناء المساجد على متبرعين وقاموا بعمل تراخيص بهدم وبناء مساجد بها أضرحة وقاموا ببناء المسجد مع إزالة أي أثر للضريح بالمسجد مع أن هذه المساجد مسماه بأسماء أصحاب الأضرحة .

ثانياً وزارة الآثار كل اهتمامها بالآثار التي يهتم بها الأجانب فقط كالآثار الفرعونية أو في مساجد أثرية أما الأضرحة التي تقع في مناطق خاضعة للوزارة كالجبانة الفاطمية بأسوان أو جبانة البهنسا بالمنيا أو جبانة بني حميل بسوهاج أو القرافة الكبري أو الصغري وقرافة الإمام الشافعي ليس للوزارة أي اهتمام بهم ولا تسمح بإعادة ترميمهم أو بنائها من متبرعين ولم تقم بأي عمل تجاه هذه الأضرحة غير ضرحين فقط هم ضريح الامام الشافعي والإمام ابن حجر العسقلاني بعد تدخل ومناشدة من أكابر علماء الأزهر .

ثالثاً الأضرحة التابعة للمجلس الأعلى للطرق الصوفية لا يقوم المجلس بالإنفاق على صيانة وترميم أو بناء هذه الأضرحة ودوره فقط تعيين من يقوم بتولي خدمة الضريح ومن يتولي الصيانة والترميم وإعادة البناء هم المتبرعين .

رابعاً الأضرحة التي يشرف عليها الأهالي تقع مسؤولية الصيانة والترميم وإعادة البناء ايضا علي المتبرعين .

خامساً الأضرحة التابعة لإدارة الجبانات أيضاً من يتولي صيانتها وترميمها وإعادة بنائها المتبرعين .

هناك من المشاكل الكثيرة التي تقابل المتبرعين لأعمال صيانة وترميم الأضرحة وهي التصاريح التي يجب الحصول عليها الكثير لا يعرف لمن تنتمي مسؤولية هذا الضريح وإن علم الجهة المسؤولة يجد عراقيل كثيرة في الحصول علي تلك التراخيص المطلوبة وهناك من تلك الجهات من تطلب أن يكون أعمال الصيانة والترميم وإعادة البناء تحت إشرافها ومن خلال شركات تابعة لها هي من تقوم بهذه الأعمال كوزارة الأوقاف والآثار وهذه الشركات تبالغ في المبالغ المطلوبة للعمل علي إعمار الضريح مما يجعل المتبرعين يرفضون التبرع.

ولحل تلك المشاكل التي تعيق إعمار الأضرحة وحمايتها من الاندثار يجب أن يتم عمل صندوق خاص يتبع رئاسة الوزارة وتعين لجنة من تلك الجهات المسؤولة عن الأضرحة بمصر يتم جمع أموال تبرعات صيانة الأضرحة مع خصم نسبة من صناديق نذور الأضرحة التي يقسم بنسبة تسعين بالمئة لوزارة الأوقاف وعشرة بالمئة للمجلس الأعلى للطرق الصوفية ولا تخدم حصيلة أموال صناديق النذور هذه الأضرحة.