الإنفاق طريقك إلى الجنة

بقلم- محمد التونسي

إن البذل في سبيل الله صاحبه لا يخسر أبدًا، وتجارته رابحة، وعمله متقبل، قال تعالىٰ: : (إِنَّ الَّذِينَ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَنفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلَانِيَةً يَرْجُونَ تِجَارَةً لَّن تَبُورَ * لِيُوَفِّيَهُمْ أُجُورَهُمْ وَيَزِيدَهُم مِّن فَضْلِهِ إِنَّهُ غَفُورٌ شَكُورٌ)[فاطر: 29- 30].

هذه هي التجارة الرابحة، ولا شك أن سيدنا محمد صلىٰ الله عليه وسلم كان يعطي عطاء من لا يخشىٰ الفقر أبدًا، ففي الحديث الذي رواه الإمام مسلم، أن رجلًا سأل سيدنا النبي صلى الله عليه وسلم فأعطاه غنمًا بين جبلين فأتى الرجل قومه، فقال: “يا قوم أسلموا فإن محمدًا يعطي عطاء من لا يخشى الفقر أبدًا”.

والإنفاق يكون من جنس الأشياء المحببة للنفس، فبذلك يصل المنفق لدرجة البر، قال تعالى: لَن تَنَالُواْ الْبِرَّ حَتَّى تُنفِقُواْ مِمَّا تُحِبُّونَ وَمَا تُنفِقُواْ مِن شَيْءٍ فَإِنَّ اللّهَ بِهِ عَلِيمٌ. كان ابن عمر يقرأ القرآن فمرّ بهذه لَن تَنَالُواْ الْبِرَّ حَتَّى تُنفِقُواْ مِمَّا تُحِبُّونَ، قال: ففكرت فيما أعطاني الله فما وجدت شيئًا أحب إليّ من جاريتي رُميثة، فقلت: هي حرة لوجه الله. قال مولاه نافع: ما مات ابن عمر حتى أعتق ألف إنسان أو زاد.

وفي الصحيحين عن عدي بن حاتم الطائي قال: قال رسول الله : ((ما منكم من أحد إلا سيكلمه الله ليس بينه وبين ترجمان، فينظر أيمن منه فلا يرى إلا ما قدم، وينظر أشأم منه فلا يرى إلا ما قدم، وينظر تلقاء وجهه فلا يرى إلا النار تلقاء وجهه، فاتقوا النار ولو بشق تمرة))

وتذكر أن كل ما عندك سيفنى ولن يبقى إلا ما عند الله قال تعالى: (مَا عِنْدَكُمْ يَنفَدُ وَمَا عِنْدَ اللَّهِ بَاقٍ) [النحل: 96].