البحوث الإسلامية : كلمة الإمام الأكبر في ألمانيا جسدت رؤية الأزهر العالمية لمواجهة الفوضي الأخلاقية

 

كتب: محمد حنفي الطهطاوي
قال محيي الدين عفيفي الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية إن الإمام الأكبر  ركز في كلمته التي ألقاها في مؤتمر “طرق السلام” الذي عقد بمدينة “مونستر” الألمانية على قضية مواطني الروهنجا من المسلمين وما يحدث لهم من إبادة جماعية وتطهير عرقي في ظل عجز المجتمع الدولي وتخاذله عن رفع الظلم عن المظلومين في ميانمار، وأن هذا الكلام يبرز اهتمام الأزهر الشريف بهذه القضية الخطيرة، التي يعمل على استنهاض همم العرب والمسلمين لمساندة هؤلاء المقهورين.

أضاف عفيفي أن الإمام الأكبر بيّن أن ما يقوله منظرو السياسية الدولية عنالإرهاب الإسلامي ووجوب التدخل لوقف خطره، وإنقاذ الشعوب منه، يجافي الواقع تماماً، لأن السبب فيما يحدث في الشرق هو الإصرار على إبقاء المنطقة في حالة صراعات دينية أو مذهبية تؤدي إلى صدام دموي مسلح مع الصمت المطبق على مصادر تمويل الإرهاب.

أشار الأمين العام إلى أن كلمات الإمام الأكبر تتسم بالصراحة والشجاعة والمواجهة والموضوعية التي تؤكد على أن تجارة السلاح ومصانع السلاح تعد من أبرز أسباب الإرهاب الذي يستخدم كأداة لتنشيط تلك التجارة وتشغيل تلك المصانع؛ لذا تُختلق أسباب الإرهاب وتتم رعاية أدواته من العناصر الإرهابية وهي قصة محيرة!!!

أوضح عفيفي أن الإنصاف والموضوعية والواقعية من السمات المميزة في كلمة الإمام الأكبر؛ حيث لم يعف الشرق العربي والإسلامي من المسئولية في تهيئة الظروف لبروز الإرهاب نتيجة بعض الأسباب السياسية والدينية والتعليمية والاجتماعية.

ولفت الأمين العام إلى أن الإمام الأكبر حدّد في كلمته مكمن الداء لما يعانيه العالم من صراعات دموية بأنه يرجع إلى ضعف العنصـر الأخلاقي في توجيه حضارتنا اليوم ولَـجْمِها حين تستبد بها الشهوات والأغراض، وأن الحل ليس في مزيد من التطور العلمي والتقدم التقني، رغم أهميتها وضرورتهما لحياة أفضل وأكثر رقيًّا، أو في الفلسفات المادية، التي تنكَّرت لله وللأديان وللأخلاق، وإنما هو في أخلاق إنسانية عامة عابرة للقارات، مُجْمع عليها شرقًا وغربًا، تسود عالمنا المعاصر وتحكم مسيرته، وتكون بديلًا للأخلاق المتناقضة المتضاربة التي دفعت عالمنا المعاصر إلى ما يشبه حالة الانتحار الحضاري، لافتاً إلى أن الإمام الأكبر اشترط لاستعادة هذه المنظومة الأخلاقية الإنسانية وضع برنامج أخلاقي عالمي يمثل مائدة تجمع الأديان مع إقامة سلام بينها أولاً.

تابع عفيفي قائلاً: إن تلك الكلمات الدقيقة تجسد الرؤية العالمية للأزهر الشريف في علاج حالة الفوضى الأخلاقية التي أدت إلى انتهاك كرامة الإنسان.