“التصوف”.. وحقبة ما بعد الربيع العربي

بقلم – مصطفى زايد .. الباحث المتخصص في الشأن الصوفي

 

بعدما اجتاح البلدان العربية ما عرف وقتها بـ “الربيع العربي”، ذلك الربيع الذي لم يأت طبيعياً من أجل تغيير فصول سياسية وحكومات قد نفذ صبر مواطنيها، فجاء مصطنعاً من دول كبرى أرادت أن تغير أنظمة هذه الدول وحكومتها وتسلمها إلى تيارات محسوبة على الأديان وهي منها براء، فهم جماعات لديها استعداد كامل للعمل من أجل مصالحهم التي تتوافق مع حسابات تلك الدول ومخططاتها الاستعمارية.

إلا أنه وبعد الفشل وتحوله إلى “الخريف العربي” كان على الصوفية أن يتعلموا الدرس جيداً، فقد ثبت أن هناك قصوراً كبيراً لديهم جعل من تيارات معادية أن تسود وتستقطب الكثير لها وأن يصبح لهؤلاء المتطرفين تأثيراً يضر بالوجود الصوفي، فأعزهم الله بفرصة عظيمة.

إلا أنه وبعد أن مرت أعوام ناهزت العشر أو يزيد على هذه النكبة، ماذا فعل الصوفية كي يستثمروا الفرصة؟! 

للأسف الشديد.. وجدنا أن هذا الحدث المريع لم يغير من التراجع الصوفي فترة ما قبل هذا المخطط وعدم تحركهم لمساعدة أنفسهم ومساعدة دولهم وترك الأمر للحكومات للقضاء على تلك التيارات أصحاب الأفكار المتطرفة، وتناسوا أن التطرف فكر ولابد أن يواجه مع ما تستخدمه الحكومات من وسائل للقضاء عليه يجب أن يكون هناك فكر آخر يعمل على انتشال هؤلاء من براثن الفكر المغلوط، فكان ينبغي على الصوفية أن يخرجوا من ساحتها والتواصل مع الآخرين ونشر أفكارهم المعتدلة، بل واستخدام الوسائل الحديثة كوسائل التواصل الاجتماعي على الإنترنت، وإنشاء قنوات فضائية خاصة، والذهاب إلى ما هو أبعد من ذلك سعياً لتحصين الشباب في أماكن تجمعم، وأن يقدموا متحدثاً جيداً يجيد لغة الحوار ويقدم لعلوم أهل الحقيقة بطريقة مبسطة تدخل آذان المستمع، تتربع في قلبه وتنير عقله، وتسمو بها روحه.

وللحوار بقية..