السادس من أكتوبر.. اليوم الذي غيّر وجه التاريخ

 

هناك أيام تصنع التاريخ… لكن السادس من أكتوبر لم يكتفِ بصناعته، بل غيّر معناه.

 لم تكن مجرد معركة على ضفتي قناة السويس، بل كانت معركة على ضفتي الكرامة والوجود.

في ظهر يوم رمضان، حيث الجندي صائم، والعالم يتوقع الهدوء، قرر المصري أن يكتب بدمه ما عجزت الدبلوماسية عن كتابته بالحبر.

ولم تكن الحرب حرب دبابات وطائرات فقط، بل حرب عقل وإرادة.

العقول المصرية صنعت معجزة العبور بخراطيم مياه أزاحت رمال خط بارليف، الحصن الذي قيل عنه “لا يُقهر”.

والإرادة المصرية فجّرت أسطورة الجيش الذي لا يُهزم، في أول 6 ساعات فقط من القتال.

أكتوبر لم يكن انتصار جبهة عسكرية فقط، بل انتصار أمة قررت أن تثبت للعالم أن الهزيمة ليست نهاية، بل بداية لطريق جديد.

وكان للمرأة المصرية… جبهة أخرى للنصر

لم تكن المرأة مجرد شاهدة على الأحداث، بل كانت شريكة في صناعة النصر.

في ميدان الفن، كانت أم كلثوم تصدح بصوتها لتلفت أنظار العالم وتجمع التبرعات للمجهود الحربي، فصار صوتها جسرًا بين مصر وأمتها العربية.

وفي ميدان الطب والإنسانية، وقفت الطبيبات والممرضات في المستشفيات الميدانية يسابقن الزمن لإنقاذ الأرواح، بينما كانت المرأة الريفية تقدّم ذهبها وقوت يومها إيمانًا بأن الوطن أولى.

أما الفدائيات مثل زينب الكفراوي، فقد جسّدن شجاعة استثنائية، يواجهن الخطر بصدور عامرة بالإيمان.

لقد أثبتت المرأة المصرية أن المعركة لم تكن سلاحًا في يد جندي فقط، بل كانت قلبًا في صدر أم، وصوتًا في حنجرة فنانة، وعقلاً في يد طبيبة، وإرادة في ضمير شعب.

الدرس الأبقى من أكتوبر

أننا حين نتوحد خلف هدف واحد، نصبح قوة لا تُقهر.

الجنود على الجبهة، الفلاح في أرضه، الطالب في جامعته، والأم في بيتها، والمرأة في كل ميادين الحياة… جميعهم كتبوا سطور النصر.

نداء إلى الأجيال الحاضره والقادمة

يا أبناء اليوم والغد … إن أكتوبر ليس حكاية تُروى فحسب، بل عهدٌ عليكم أن تحفظوه.

إذا كان جيل الأمس قد عبر القناة بدمائه، فأنتم مطالبون أن تعبروا تحديات الحاضر بعقولكم وإصراركم.

قد تتغير ميادين المعارك، لكن تظل الكرامة هي الهدف، وتبقى الإرادة المصرية السلاح الذي لا يُكسر.

كل سنه ومصر كاسره الاسطوره 

دائما وابدا تحيا مصر

بقلم ريهام التطاوي مساعد رئيس حزب مصر القومي 

اترك تعليقاً