مجلس نقابة الصحفيين حان وقت العمل
بقلم محمد حنفي الطهطاوي
لا يمكن ابدا بأى حال من الأحوال استمرار المشهد العبثي حتى بعد انتهاء موسم أسوأ انتخابات مرت على نقابة الصحفيين منذ تاسيسها فى اربعينيات القرن الماضي، ولابد من وقفة صادقة للمجلس المنتخب من الجمعية العمومية مع النفس والانطلاق نحو العمل لتحقيق الآمال والطموحات
غير مقبول على الإطلاق انشغال أعضاء المجلس المنتخب والنقيب فى الاحتفالات الصاخبة ،فأمامهم مشاكل كبيرة جدا وتحديات جسام ،فقد دقت ساعة العمل وتشكيل المكتب التنفيذي سريعا دون صراعات ونزاعات لا فائدة منها،وعليهم اعلاء الصالح العام فوق أى مصلحة شخصية .
انتهت الانتخابات بحلوها ومرها وفاز من فاز وخسر من خسر ،وكلنا خلف المجلس الذى اختارته الجمعية العمومية بارادتها الحرة ،وكلنا زملاء مهنة تواجه مصير مجهول وواقع مرير ، ولابد من تكاتف الجميع من أجل انقاذها من الانهيار ء من أجل صالح الدولة والمواطن على حد سواء
ورغم ما شاب الانتخابات من سباب وتلاسن واحيانا طعن فى الذمم ،لكنها ضربت مثالا كعادتها فى الديمقراطية والتنافس والارادة الحرة لأعضاء الجمعية العمومية فى اختيار ما يرون الأنسب دون وصايا أو ضغوط أو توجهات ،ليكون آمل للمجتمع المصري ذاته فى تحقيق الطموحات والأهداف المنشودة
رسالتي للمجلس المنتخب سواء باعضاؤه الجدد أو القدامى بقيادة النقيب خالد البلشي التحرك بسرعة نحو الأمام والا يقعوا تحت توابع الانتخابات والاستمرار فى التلاسن والتراشق والسباب ،فهذا وقت وحدة الجماعة الصحفية ولا وقت لاشعال الفتن والخلافات والعصبيات والشعارات .
النقيب المنتخب الذى نال ثقة الجمعية العمومية عليه أن يستيقظ من الحلم ويبدأ فى تنفيذ برنامجه الذى أعلن عنه خلال الانتخابات ،وعلى رأسه زيادة بدل التدريب والتكنولوجيا كما تعهد ،لقد حان وقت العمل والعمل فقط ولا مكان لأى شعارات ،والتأكيد كلنا داعميه لتحقيق النجاح المنشود.
فى الوقت ذاته فدعمنا له وللمجلس ليس شيكا على بياض ولا دعم بلا حدود بل مشروط بتحقيق مصالح أعضاء الجمعية العمومية، ولن يتم الصمت ضد أى انحراف أو محاولة لجر النقابة لمصير مجهول لا يحمد عقباه.
وأقول لأعضاء أعرق نقابة فى الوطن العربي كفاكم تلاسن وسباب وشتائم ،صاحبة الجلالة فى تحدى صعب وهى على المحك فى ظل رياح عاتية تحاول اقتلاعها من الأساس، وبالتالي فقوتنا فى وحدتنا وعودة هيبة الصحافة والحفاظ عليها تبدأ من أبنائها وليس من الخارج .
فهناك مشاكل وأزمات كبيرة تواجه صاحبة الجلالة وأبنائها ، تتطلب عملا جادا ونوايا مخلصة من الجميع ، حتى تستقر سفينة نقابة الصحفيين على بر الامان ،وحقا الايام المقبلة كاشفة وفاحصة ،ولا طريق أمامنا سوى المضى قدما فى مواجهة الأزمات والتحديات والبحث عن حلول واقعية والابتعاد عن الشعارات الجوفاء التى لا طائل منها وانتهى وقتها مع انتهاء الانتخابات.
وفى الختام سلام
mohamedhanfy23@gmail.com