محمد حنفي الطهطاوي كاتب صحافي مصري

“السبنسة”

” الجميع خاسر فى الحرب الايرانية الإسرائيلية “

بقلم : محمد حنفي الطهطاوي

لاشك أن الكل خاسر فى الحرب الايرانية الإسرائيلية التى استمرت 12يوم ،بل ازادات الأمور فى المنطقة تعقيدا ومهددة بالاشتعال فى أى لحظة رغم وقف إطلاق النار ،وخطابات النصر التى طرحتها كل الأطراف هى للاستهلاك المحلي ومتعلقه بالجانب النفسي .

يأتى فى مقدمة الخاسرين ،أمريكا الراعية للحرب واشعال المنطقة، فتوجيه ضرية أيرانية لاحد قواعدها العسكرية فى المنطقة بقطر، حتى ولو كانت متفق عليها ،فهى كسرت ولو رمزيا الهيبة الأمريكية باعتبارها قوى عظمي غير قابلة للكسر، لذا جاء تدخل الرئيس الأمريكي العاجل لوقف الحرب فورا والضغط على كل الأطراف .

وفضحت تقارير الاستخبارات الأمريكية المسربة لوسائل الإعلام زيف تصريحات الرئيس الأميركي دونالد ترامب بالتدمير الكلى للبرنامج النووي الإيراني خلال الضربة الأمريكية على منشآت النووية الإيرانية وخاصة فوردو ،وهو ما نفته المخابرات الأمريكية وقلل أن التدمير ضئيل للغاية .

الأمر الذى يبرهن أن التنسيق الأمريكي الإسرائيلي وجه ضربة عسكرية لإيران لإجبارها على الرضوخ للشروط الأمريكية فى المفاوضات النووية والتوقف عن التطوير الكبير فى القدرات الصاروخية المرعب للاحتلال الإسرائيلي، ولم يكن غرضه تدمير البرنامج النووي كليا واسقاط نظام الملالي كما زعم مجرم الحرب بنيامين نتنياهو.

وعلى الجانب الآخر خسرت إيران ولحق بها ضرر بالغ من الضربات الإسرائيلية والاختراق الكبير للموساد الإسرائيلي لقلب طهران ،والذى تسبب فى اغتيال عشرات علماء الطاقة النووية والقيادات العسكرية والامنية ، وفرض السيطرة والسيادة على السماء الإيرانية ،رغم دفاعات الجو فى طهران ، وتم ذلك فى وقت فياسي .

 

 

كما أن المنشآت النووية تعرضت لأضرار بالغة ولكن لم تتعرض لتدمير كلي كما يزعم الرئيس الأميركي، ومجرم الحرب نتنياهو، ومن المؤكد أن النظام الإيراني بحاجة لمزيد من الوقت للتعاقي من هذه الضربات العنيفة .

ولذلك قرر النظام الإيراني تعليق التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة النووية ، لكسب مزيد من الوقت من أجل التعافي ،قبل الدخول فى أى مفاوضات جديدة مع الولايات المتحدة الأمريكية حول برنامجها النووي .

وعلى الجانب الإسرائيلي، فقد عانت تل أبيب من دمار هائل فى الأرواح والممتلكات ،لم يحدث منذ نشأة هذه الكيان المجرم المحتل وزرعه من القوى الاستعمارية الغربية فى فلسطين فى 1948 ، الأمر الذى تسبب فى زيادة الهجرة العكسية من الاختلال للخارج على عكس ما تريد المخططات الصهيونية الخبيثة .

لقد نجحت الضربات الإيرانية فى الحاق أضرار بالغة للعدو الصهيوني ودمرت مدن كثيرة وقتل وأصابت المئات ، إلى جانب إلزام 8 مليون إسرائيلي إلى ملازمة الملاجئ طيلة ال12 يوم ،فى حالة رعب وهلع وتوتر بالغ غير مسبوق فى تاريخ الكيان المحتل ،وكذلك الحاق اضرار لمواقع عسكرية واستراتيجية لم يعلن عنها الاحتلال الاسرائيلي بعد .

ولولا تدخل الولايات المتحدة الأمريكية وفرض وقف إطلاق النار لسقط الاحتلال الاسرائيلي واستسلم أمام الضربات الإيرانية القوية والدقيقة والمدمرة ،وأى مزاعم صهيونية للتقليل من ذلك هى للاستهلاك المحلي الغرض منها رفع الحالة المعنوية .

وبالقطع تعرضت دول المنطقة لتهديدات واخطار بالغة ،وتسبب هذه التوتر فى خسائر للجميع وخاصة فى الناحية الاقتصادية ،وجعل المنطقة كلها معرضة للاشتعال فى أى لحظة ،وأن السلام الدائم أصبح خيار بعيد المنال بسبب الأطماع الصهيونية المدعومة أمريكيا.

وفى الختام سلام

mohamedhanfy23@gmail.com

اترك تعليقاً