محمد حنفي الطهطاوي كاتب صحافي مصري

” السبنسة “

” خيبة حزب الوفد راكبة جمل “

بقلم: محمد حنفي الطهطاوي

لا خلاف على الإطلاق ابدا أن حزب الوفد من أقدم الأحزاب المصرية وأعرقها ،وكان له دور كبير فى تحرير الوطن من المستعمرين الانجليز ،يبدو أن هذا تاريخا جميلا لكن للأسف الشديد جاء الحاضر ومنه المستقبل ليشبر إلى كارثة كبرى لا يمكن تصديقها

فى التاريخ الجميل تعالت الهتافات ” عاش الوفد ضمير الأمة..سعد سعد تحيا سعد” فى ارجاء البلاد وهزت العرش الإنجليز ،ولكن لم يمر قرن من الزمان والا أن تعالى هتاف جديد يائس ” مات الوفد ضمير الأمة ” هذه حقيقة مؤكدة للاسف الشديد .

لم يصدق عبد السند يمامة رئيس حزب الوفد نفسه وهو يقف مكان سعد زعلول زعيم الأمة كلها ،وكل يوم يقوم بنقزيم الحزب أكثر وأكثر، فالرجل لا يدرك ابدا فيمة ومكانة حزب الوفد العريق بتاريخه عبر العصور إلا عصر السيد يمامة .

لا أصدق أن يترجى يمامة احزاب حديثة العهد بالسياسة لظروف ما أن تعطى الوفد قدره ومقداره ،وسبحان الله جاء الجواب سريعا بأن اعطوا الوفد بتاريخه ومكانته مقعدين فقط، ومثله حصل حزب التجمع أعرق الأحزاب اليسارية،بينما حصل مستقبل وطن حديث العهد على 44مقعد فى القائمة الوطنية التى تنافس نفسها فى انتخابات مجلس الشيوخ.

غاب أبناء الوفد الحقيقي وتركوا السيد يمامة يعبث كيفما يشاء ويفعل ما يحلو له لتدمير ما تبقى من كيان تاريخي كان له دور كبير فى السياسية المصرية العتيقة ،وهم يشاهدون موت الحزب بدم بارد دون أدنى مقاومة تذكر أو محاولات لتصحيح المسار .

اكتب هذا بحزن شديد وانا بالمناسبة لست وفديا على الإطلاق، ولكنى مصلحة الوطن العزيز فى هذا الوقت العصيب تقتضي لاحزاب وبرلمان واعلام اقوياء ،والا ستكون العواقب والتداعيات كارثية وغير محتملة على الإطلاق.

يبدو أن الزعيم الحقيقي الوفد سعد زغلول كان صادقا عندما قال لزوجته صفية زغلول وهو على فراش المرض ” مفيش فايدة”، لقد تم تدمير ما تبقي من أعرق الأحزاب المصرية بنجاح .

ولأكون منصفا فمن الظلم أن يتحمل السيد عبد السند يمامة مسؤولية دمار حزب الوفد وحده ،وإن كان يتحمل الجزء الأكبر .

وفى الختام سلام 

mohamedhanfy23@gmail.com 

 

اترك تعليقاً