” وزير الكهرباء ..استقيلوا يرحمكم الله ”
بقلم : محمد حنفي الطهطاوي
لا أشك لحظة واحدة أن المهندس محمود عصمت وزير الكهرباء سيكون أول الراحلين عن الحكومة فى أقرب تعديل أو تغيير وزاري مرتفب، ولكن السؤال الذى يطرح نفسه هل تعجل كارثة ظلام الجيزة المريرة لأكثر من ثلاثة أيام القرار أم ماذا بعد من فشل ؟
والمثير للسخرية والكوميديا السوداء المتحدث الإعلامي للكهرباء عبقري زمانه المقرب من الوزير ،والذى حمل المواطن السبب الرئيسي فى خروج محطة جزيرة الدهب عن الخدمة ،بسبب ارتفاع الاستهلاك ، والتى أدت أدت ظلام الجيزة لأكثر من يوم مع ما صاحبها من قطع للمياه، تصريح غريب غير مسؤول وكأنه يشمت فى المواطن لتلقي عن وزارة الكهرباء ومحافظة الجيزة المسؤولية .
فى اعتقادى تصريح المتحدث الإعلامي للكهرباء غير المسؤول مثل الدبة التى قتلت صاحبها وطبيعي أن يصدر من شخص مثله ،يتعامل مع وزارة خدمية كأنها ملك شخصي له وعزبة خاصة به ، يلوم المواطن على زيادة الاستهلاك ويشمت فى قطع الكهرباء والماء عنه ،ويبرئ وزارته التى يتقاضى منها آلالاف الجنيهات دون أى خبرة أو كفاءة سوى أنه صديق السيد للوزير ،فطبيعي أن تكون هذه النتيجة.
كتبت مرارا أن وزير الكهرباء الجديد يهتم بالشو الإعلامي والتصريحات الرنانة والمظهر والموكب أكثر من الواقع المرير والعبثي والتى يمر به قطاع الكهرباء فى توفير الصيانة الدورية المحطات والمحولات المتهالكة ،مع تفعيل خطط طوارئ من خلال توفير ماكينات متنقلة لمعالجة أى خروج مفاجئ، خاصة ونحن فى ظل درجة حرارة عالية الارتفاع ،ولكن لا حياة لمن تنادي الأهم جولات السيد الوزير وتصريحات متحدثه الإعلامي عبقري زمانه ” الفلتة” .
ولكن فى الوقت ذاته لا يمكن ابدا اغفال دور الدولة وجهودها الجبارة فى توفير الغاز اللازم لتشغيل محطات الكهرباء ،الأمر الذى جعلها تواجه الارتفاع الكبير فى درجات الحرارة والرطوبة ،دون لجوء إلى تخفيف الأحمال على غرار ما حدث فى العام الماضي ،فهذا النجاح يحسب للدولة وليس لوزارة الكهرباء والتى تسبب سوء إدارتها للازمة فى الجيزة فى تشويه دور الدولة فى توفير الوقود اللازم لتشغيل المحطات، دون اللجوء لتخفيف الأحمال على الرغم من اقتراب أحمال الشبكة الكهربائية من بلوغ 40 ألف ميجاوات لأول مرة فى تاريخها .
ولكن للأسف الشديد سوء إدارة وزارة الكهرباء إلى جانب تصريحات المتحدث الإعلامي الصبيانية المستفزة للمواطنين، أمر سؤثر على جهود الدولة وصورتها أمام الرأى العام، لذا على السيد الوزير تحمل المسؤولية وتقديم استقالته مع المتحدث الإعلامي، وترك الأمور لأصحاب الخبرة والكفاءة ،لمعالجة كارثة الجيزة وعدم تكرارها مرة أخرى مستقبلا .
قلبي مع كل مواطن فى الجيزة وغيرها من المحافظات المتاثرين بانقطاع التيار نتيجة لخروج محطات أو محولات عن الخدمة ، وما يتبعه من قطع الكهرباء والمياه فى أوقات شديدة الحرارة ،وأعتقد أن القيادة السياسية لن تترك وزير الكهرباء ولا متحدثه الإعلامي ” الفلتة ” كثيرا فى مواقعهما .
وفى الختام سلام
mohamedhanfy23@gmail.com