قمة الدوحة..مصير العرب والمسلمين على المحك
بقلم: محمد حنفي الطهطاوي
لا تزال تعيش قطر حالة من الصدمة،لما تعرضت له من خيانة وغدر من قبل الولايات المتحدة الأمريكية الحليف المقرب الداعم بشكل مطلق لكل جرائم الكيان الصهيوني المجرم والتى كان من ضمنها العدوان على الدوحة واختراق سيادتها ،فى محاولة للقضاء على قادة حركة حماس الفلسطينية.
وهو الأمر الذى يعد تطور غير مسبوق فى الجرائم الصهيونية وتحديها ليس للدول العربية والإسلامية ،بل بلغ الأمر التعدى على سيادة دولة خليجية،فى انتهاك للقوانين والمواثيق والاعراف الدولية بفضل الحماية الأمريكية الفجة لهذا الكيان الصهيوني المجرم.
ولذا فالانظار تتجه صوب الدوحة يومي الأحد والاثنين المقبلين ،وهو موعد انعقاد القمة العربية الإسلامية الطارئة، التى دعت إليها قطر للرد على العدوان الصهيوني الإرهابي على الدوحة ،وعليه تتوقف أمور كثيرة ،فإما رد حاسم وفرض عقوبات وتجميد اتفاقات مع الاحتلال الإسرائيلي، وإما بيانات شجب وتنديد هى والعدم سواء .
ولا شك أن الأمن القومي العربي والخليجى بات فى خطر شديد فى ظل بلطجة إسرائيلية محمية بغطاء أمريكي فاجر تخطى كل الحدود ،يتطلب موقف عربي واسلامي موحد يكون رادع للكيان الصهيوني المجرم وكل داعميه ،وإلا فإن مشروع ما يسمى باسرائيل الكبرى سيكون أمر واقع ،وستكرر الاعتداءات الإسرائيلية على دول الخليج ولن تكون قطر آخر محطة.
العرب والمسلمون على اعتاب موقف تاريخي فى القمة المرتقبة للرد على جرائم الاحتلال الإسرائيلي فى فلسطين ولبنان وسوريا والعراق وإيران وقطر، ومازالت الفرصة سانحة لافشال كل المخططات الصهيو أمريكية لإعادة تشكيل منطقة الشرق الاوسط تحت قيادة ما يسمى باسرائيل الكبرى.
وأعتقد أن مصر قادرة على توحيد الصف العربي والإسلامي، كما علمنا التاريخ فى كل الأوقات ،للوقوف ضد المخططات التدميرية والانتصار على المؤامرات الخبيثة ،والتصدى بحسم للبلطجة الإسرائيلية ووقفها عند حدها ،هو الأمر الذى تعلمه تل أبيب واعوانها فيعملان على تحييد واضعاف القاهرة قدر الإمكان.
ولكن كما علمنا التاريخ فطالما بقيت مصر فلا خوف على العرب والمسلمين من أى عدو ،بل أن النصر بإذن الله إت لا محالة مهما طال الوفت وتعددت الانكسارات ،فالارادة المصرية لا تنكسر وعزيمتها لا تلين،ولا تنازل ابدا عن إقامة دولة فلسطينية مستقلة على حدود 4 يونيو وعاصمتها القدس الشريف،ولا قبول بأى حال ومهما كانت العواقب بتهجير الشعب الفلسطيني صاحب الأرض والحق والتاريخ.
وفى انتظار الرد القوى والحاسم على العدوان الصهيوني الإرهابي على قطر، حتى لا تتكرر الاعتداءات الهمجية على دول أخرى فى المنطقة ،وحفاظا على الهيبة العربية والإسلامية التى ضيعها الانقسام والتناحر والصراع ،فقد حان وقت وحدة الصف لخطورة الموقف ولا سبيل غير ذلك.
وفى الختام سلام
mohamedhanfy23@gmail.com