” المخابرات المصرية تعظيم سلام ”
بقلم : محمد حنفي الطهطاوي
” وشهد شاهد من أهلها” مثل شعبي شهير ،ينطبق على تصريحات مبعوثي الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ستيف ويتكوف وجاريد كوشنر خلال لقائهم بالرئيس عبد الفتاح السيسي، على هامش مفاوضات شرم الشيخ والتى نتج عنها إبرام اتفاق وقف إطلاق النار التاريخي فى غزة بين المقاومة الفلسطينية والاحتلال الإسرائيلي.
كوشنر مبعوث الرئيس الأميركي فى الشرق الأوسط أشاد بجهود مصر تحت رعاية الرئيس وفريق عمله بقيادة اللواء حسن رشاد مدير المخابرات العامة المصرية ،حيث قال نصا ” لولا جهود هذه الفريق الرائع وبراعته ،ثم شاور على رئيس المخابرات المصري، لما نجحنا فى التوصل لهذا الاتفاق التاريخي” .
وكما قلت وأكرر طالما مصر موجودة وبخير لا تخافوا على فلسطين ولا على العرب والمسلمين،فأم الدنيا هى صمام الآمان للمنطقة ودورها المحوري والريادى لا بديل له على الإطلاق، وهو ما أثبته التاريخ فى الماضي وتجربة غزة فى الحاضر .
تعرضت مصر لانتقادات بالغة واتهامات نكراء بحصار غزة وشائعات مغرضة لكنها وقفت ضد هذا كله وافشلت مخطط تهجير الفلسطينيين من أرضهم ،وقدمت خطة بديلة لإعادة إعمار غزة دون تهجير أهلها حظيت بموافقة عربية واسلامية ودولية ،ونجحت بدعم عربي واسلامى فى إنجاح حطة الرئيس الأميركي ترامب لوقف الحرب فى غزة.
الرئيس السيسي قالها بوضوح أن مصر لن تشارك فى أى ظلم للشعب الفلسطيني صاحب الأرض والحق والتاريخ،بالنسبة لها التهجير خط أحمر ،وهو ما اتخذته المملكة الأردنية الشقيقة ،الأمر الذى لقى دعم عربي واسلامي واوروبي ،رغم ضغوط ترامب الذى رضخ فى النهاية للارادة المصرية والعربية والإسلامية والدولية بعدم تهجير الفلسطينيين من أرضهم ووقف حرب الابادة الجماعية التى يقوم بها الكيان الصهيوني المجرم.
لقد حان الوقت أكثر من وقت مضى لاصطفاف فلسطيني من أجل رسم ملامح المرحلة المقبلة، وأعتقد أن مصر قادرة على إتمام ذلك خلال الفترة المقبلة، من أجل التواجد بقوة فى المفاوضات على المراحل اللاحقة فى خطة ترامب للسلام فى الشرق الأوسط، من أجل أن تتحول الدولة الفلسطينية المستقلة من حلم بعيد المنال لواقع عملى .
نعم المفاوضات مع الاحتلال الاسرائيلي أمر شاق وصعب ،ولكن كل شئ وارد وممكن حدوثه بشرط توحيد الصف الفلسطيني فى أسرع وقت ممكن، ومصر ستظل داعمة للشعب الفلسطيني صاحب الأرض والحق والتاريخ من أجل الحصول حقه فى إقامة دولته المستقلة على حدود الرابع من يونيو وعاصمتها القدس الشريف.
لقد أثبتت الأيام أن رؤية الرئيس السيسي وحكمته البالغة فى عدم الذهاب للولايات المتحدة الأمريكية ولقاء ترامب الذى كان يصر على تهجير الفلسطينيين وتنفيذ المخطط الإسرائيلي، ها هو اليوم يترأس عرس نجاح اتفاق وقف إطلاق النار التاريخي فى غزة وسيأتيه ترامب نفسه الاثنين المقبل فى شرم الشيخ وكبار قادة العالم للاحتفال بإيقاف حرب الابادة على غزة والمضى قدما فى خطة ترامب للسلام فى الشرق الأوسط.
عادت مصر لمكانها الطبيعي الريادى فعاد للعرب وللمسلمين قيمتهم ومكانهم وصوتهم المسموع فى العالم،فتحية للرئيس السيسي والمخابرات المصرية وكل المؤسسات المصرية، وفى انتظار المزيد فى ظل التحديات الكبيرة فى الملف الفلسطيني وغيره ،وهم على قدر المسئولية والكل يثق بهم .
وفى الختام سلام
mohamedhanfy23@gmail.com