إعمار غزة ..الإجابة مصر
بقلم محمد حنفي الطهطاوي
بعد حرب الابادة الجماعية التى ارتكبها الاحتلال الإسرائيلي ضد الشعب الفلسطيني صاحب الأرض والحق والتاريخ، أصبح إعمار قطاع غزة أمر ضروري لا غنى عنه فى المرحلة المقبلة، وهو من أولويات الإدارة المصرية التى عبر عنها بوضوح شديد الرئيس عبد الفتاح السيسي بذكاء شديد خلال اللقاء الثنائي مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على هامش قمة السلام فى شرم الشيخ ، حين طالبه برعاية المؤتمر وهو ما لاقى ترحيبه.
مصر تدرك الأهمية والضرورة القصوى للاسراع فى إعادة إعمار غزة ،وبدأ مبكرا فى التحضير للمؤتمر المقرر عقده فى النصف الثاني من شهر نوفمبر المقبل، من خلال التنسيق مع السلطة الفلسطينية والاطراف الدولية المعنية ، على غرار ما حدث فى شرم الشيخ لتثبيت وقف إطلاق النار ووقف حرب الابادة الجماعية فى غزة.
ولدى مصر خطة سبق أن حظيت باجماع عربي واسلامي ودولي لإعادة إعمار قطاع غزة بكل التفاصيل والمعلومات لكل صغيرة وكبيرة ،فلم يعترض عليها سوى الاحتلال الإسرائيلي الذى كان يهدف إلى تهجير الشعب الفلسطيني من أرضه وتصفية القضية الفلسطينية بشكل نهائي،وهو أمر لا تسمح به القاهرة على اللكلاق مهما كانت الظروف والتحديات .
وكما قلت سابقا وأكرر طالما مصر موجودة فعلى الشعب الفلسطيني الحر الابى الاطمئنان وعدم الخوف، والاستمرار فى النضال حتى تحقيق حلمه المشروع فى إقامة دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس الشريف، وأعتقد أن الوقت قد حان لوحدة الصف الفلسطيني أكثر من وقت مضى فى ظل التحديات الكبيرة التى يواجهها الشعب الفلسطيني.
والأمر الذى لا شك فيه أن القاهرة سيكون له دور كبير ومحوري فى محاولات رأب الصدع الفلسطيني وإزالة الخلافات البينية بين الفصائل والسلطة الفلسطينية، من أجل الدخول بشكل قوى فى مفاوضات السلام ،من أجل تحقيق الحلم الفلسطيني المشروع فى إقامة دولته المستقلة ،والجميع يدرك أهمية ذلك بما فيهم الاحتلال الإسرائيلي ،الذى يحاول افشال كل جهود الوساطة من أجل تصفية القضية الفلسطينية بكل الطرق .
وأعتقد أن تصريحات وزير النقل والصناعة الفريق كامل الوزير حول اعتزام مصر مد خطوط السكك الحديدية إلى مدينة رفح المصرية الحدودية مع قطاع غزة، لتسهيل نقل البضائع والأفراد ومواد البناء إلى القطاع المدمر .
الأمر الذى يؤكد الرغبة المصرية إلى الاسراع بكل الطرق من أجل إعادة إعمار قطاع غزة وإدخال المساعدات الإنسانية والاغاثية عاجلا ،للتخفيف على الشعب الفلسطيني، الذى عانى من ويلات حرب الابادة الجماعية الإسرائيلية لمدة عاميين،بدعم مباشر من الولايات المتحدة الأمريكية وتخاذل من المجتمع الدولي وهوان عربي واسلامي.
مصر لم ولن تتخلى ابدا عن الشعب الفلسطيني صاحب الأرض والحق والتاريخ، من أجل الدفاع عن حقوقه المشروعة، وكما كان له دور محوري ومؤثر فى وقف حرب الابادة الجماعية والفصل العنصري والتهجير القسري لسكان غزة، فهى قادرة على المثل على فرض إعادة إعمار غزة رغم أنف الاحتلال الإسرائيلي، الذى لا يريد أى حياة فى القطاع المدمر لتنفيذ مخططه الصهيوني.
وفى الختام سلام