فضائح انتخابات البرلمان
بقلم: محمد حنفي الطهطاوي
حسنا فعل الرئيس عبد الفتاح السيسي الذى تصدى بمهزلة لم يسبق لها مثيل فى تاريخ أى انتخابات مصرية ،بسبب انتهاكات جسيمة فى حق الناخب والدولة ومجلس النواب ذاته ،الأمر الذى وضع الأمور فى طريقها الصحيح ،وبالتالي فيجب أن تكون المرحلة التالية مثالية بعيدة على أخطاء أو كوارث .
كلام الرئيس عبد الفتاح السيسي عن فضائح انتخابات البرلمان عرى الأحزاب السياسية التى يغلب عليها طابع الموالاة والتأييد الأعمى ،والتى ساهمت فى تدمير الحياة السياسية منذ سنوات ،فى شكل يعدد المصالح العليا للوطن.
وفى تقديري حان الوقت أن يختار الرئيس أحد أحزاب الموالاة الموجودة على الساحة ليكون حزب الاغلبية على غرار الحزب الوطني المنحل، حتى تستقيم الأمور ،وتتوحد أحزاب الموالاة الكثيرة داخل حزب واحد يكون حزب الاغلبية وحول أحزاب معارضة تمثل التيارات السياسية الأخري ،وهكذا تستقيم الأمور فى الحياة السياسية المصرية وما دون ذلك سندور فى حلقة مفرغة لا نهاية لها ولا سلامة فيها .
تدخل الرئيس منع وقوع كارثة فى البلاد نتيجة للفضائح الفجة التى ارتكبت فى المرحلة الأولى من انتخابات مجلس النواب وتصدرتها محافظة سوهاج وقنا أقصى جنوب مصر ،الأمر الذى جعل الجميع يتنفس الصعداء بعد النجاة من المصير المجهول.
وفى الحقيقة تفاعل الرئيس السيسي مع الشارع واستجابته لصوت العقل ،أمر يشحع المواطنين على المشاركة بفعالية فى اى انتخابات مقبلة، بعد الاطمئنان بشكل قطعي أن صوتهم وارادتهم لن تضيع ولن تكون هباءا منثورا، بل بالعكس صوتهم مسموع وارادتهم الحرة هى من تحدد أعضاء مجلس النواب المقبل .
وأعيد وأكرر لابد من فتح الباب أمام الرأي والرأي الآخر من أجل المصالح العليا للوطن، خاصة فى ظل التحديات غير المسبوقة التى تواجه الدولة فى كل المجالات وعلى كافة الاصعدة ،تتطلب من الجميع الوحدة والتكاتف واعلاء المصلحة العليا للوطن فوق أى مصالح شخصية أو اجندات خاصة، حتى نستطيع المرور من هذه المرحلة شديدة الحرج بسلام.
اعتقد أن الرئيس برسائله شديد الحسم قد حرك المياه الراكدة فى الحياة السياسية المصرية ،ولكن هناك إجراءات أخرى يجب فعلها على وجه السرعة دون أى تأخير لإنقاذ ما يمكن انقاذه ،فالشعب المصري الذى ضحى كثيرا وتحمل فوق طاقته يستحق أن يكون مجلس النواب ممثل حقيقي عنه يدافع عن مصالحه ويراقب بشكل فعلى الحكومة ويحاسبها .
وفى ختام حديثي اقول إنه لا مفر من إعادة ترتيب البيت المصري سياسيا بشكل يجعل الشعب هو صاحب الإرادة والقوة وأن الحكومة خادمة له ولمصالحه لا وصية عليه والحاكمة بامرها ،فالشعب هو صاحب الحق وهو مصدر السلطات.
وفى الختام سلام
mohamedhanfy23@gmail.com
السياسي الحقيقة شعارنا..والمصداقية طريقنا