“السبنسة”

 

مبارك جانى أم مجنى عليه 

 

بقلم : محمد حنفي الطهطاوي

مات الرئيس الأسبق حسني مبارك وترك ورائه صورة مشرفة لأبنائه وأحفاده ، عن بطل رفع علم مصر وحررها من دنس الصهاينة الملاعيين ، ولم يبخل بجهد من أجل رفعة هذا الوطن العزيز علينا جميعا ، وحين خرج عليه بعضا من أبناء بلده في انتفاضة شعبية فضل التنحي حفاظا علي الدماء وسلامة لوطنه .

في الحقيقة أنا من الجيل المرتبط عاطفيا بوجود مبارك فمنذ مولدي وحتي فترة قريبة هو رئيسا للبلاد وهو زعيم العرب وقائدهم ، لا اخفي عليكم أنه عند تنحيه عن السلطة إثر انتفاضة 25 يناير لم تستطع يداي كتابة الخبر أو حتي كتابة كلمة الرئيس السابق واستمر ذلك فترة كبيرة ، إلا أن تكيفت مع الواقع الجديد .

لك الحق في الاختلاف أو الاتفاق مع الرئيس الراحل ، لكن هناك حقيقة يجب التوافق عليها وهي أن مبارك بشر أصاب واخطأ هناك سلبيات كثيرة ، كما أن هناك ايجابيات بالمثل أيضا ، وبالفعل صدق كلامه حينما قال في خطابه التاريخي قبل موقعة الجمل ” سيذكر التاريخ ما لنا وما علينا ..إن الوطن باق والأشخاص زائلون ..ومصر العزيزة ستظل خالدة ابدا يرفع رايتها جيلا بعد جيل في عزة وكرامة “، وأثبتت الأيام صدق نوايا هذا الرجل النبيل .

يكفيه قيادته  للقوات الجوية لدك حصون الصهاينة وتحرير الوطن في معركة الكرامة والعبور ، ولو كانت هذه هي الايجابية الوحيدة لكفته فهذا شرف ، أنه أحد أبطال نصر أكتوبر المجيد ، الذي سطر اسمه واسماء زملاؤه بحروف من نور في  تاريخ مصر وفي قلب شعبها جيلا بعد جيل ، فكما كان يوم السادس من أكتوبر هو أسعد الايام له . كان يوما سعيدا لكل المصريين جيلا بعد جيل  .

 ولولا قرار  الجنازة العسكرية لاندفعت الملايين من المصريين إلي الشوارع لتوديع الرئيس الراحل إلي مثواه الأخير ، فكما عاشوا معه ظروف صعبة عاشوا معه أيام سعيدة علي كافة المستويات ، هناك من يريد الاعتذار له عن ظنه السوء ومنهم من يريد الاعتراف بخطأه في الخروج عليه ، وأخر يريد التعبير عن حبه له كأحد أبطال أكتوبر ، ومواطن آخر محدود الدخل طحنته الظروف يريد الترحم علي أيامه .

لا أبالغ لو قلت أن الغالبية الكاسحة من المصريبن من مطروح وحتي أسوان ، كانوا في حالة حزن فور  سماعهم  نبأ وفاة الرئيس الأسبق حسني مبارك ، بعضهم كان فرحا بأن الله  نصره وكشف الحقيقة للشعب المصري الذي تعرض لحملات تغييب الوعي وتشويه الحقيقة ، وبالطبع هناك قلة لا بتعدوا علي أصابع اليد شامتون في موته مخالفين الاعراف والمبادئ والشرائع السماوية وهم والعدم سواء .

لست من فلول مبارك ولا مؤيديه وكنت من منتقديه أيام حكمه بشهادة أصدقائي ، ولكني كنت ضد التجاوز ضده في انتفاضة يناير ، وتيقنت بعد وصول الاخوان  للحكم من اخلاصه لشعبه وحرصه علي حماية الفقراء ومحدودي الدخل والنهوض بوطنه  والتصدي لأعداء الوطن  ، فالاعتراف بالخطأ ليس عيبا بل فضيلة .

رحم الله الرئيس الراحل حسني مبارك القائد الشجاع والزعيم الحكيم والرجل المخلص لبلده ولدينه ولأمته ، أشهد أنك أديت دورك بكل اخلاص وأمانة احسنت واخطأت لك وعليك ، أنت الآن أمام الواحد القهار لا نملك سوي الدعوة لك بالرحمة والمغفرة ، رحمة الله عليك وعلي كل موتانا .

 

حفظ الله مصر من كل سوء 

mohamedhanfy23@gmail.com