“السبنسة”

الصعيد المغضوب عليه من البرلمان

بقلم : محمد حنفي الطهطاوي

توقفت عن الكتابة لفترة ليست بالقليلة ، كنت وقتها كالسمكة التي خرجت من البحر لظروف قهرية، ظلت تحارب وتصارع من أجل العودة للحياة ، فاليوم بالفعل عادت الروح للجسد مرة اخري، عدت للحياة مرة اخري بالعودة للكتابة من جديد  ، بعد فترة من التوقف الإجبارية التي كان من أسبابها الرئيسية حزني علي رحيل صديقي الصدوق الكاتب الصحفى الكبير محمود رياض ، وهى أيضا من الأسباب ذاتها لعودتي للكتابة مرة اخري لنصائحه المستمرة لي بالكتابة فهي حياة لنا والغياب عنها موت ،فرحمة الله عليك يا صديقي.

وفى البداية أريد القول أن ما حدث في برلمان ٢٠٢١ لا يبشر بالخير ابدا ، بل للاسف ينذر بعواقب ومصائب مقبلة ، فكيف يغيب الصعيد عن وكالة البرلمان؟ فى سابقة لم تحدث فى تاريخ الحياة النيابية المصرية من قبل ، وما دلالة ذلك ؟ ، وأين نواب الصعيد من هذا التهميش ولماذا هذا الصمت المهين؟ 

فجرى العرف فى الحياة النيابية المصرية ، أن يمثل الوجه البحري أحد الوكيلين والأخر يمثل الصعيد ، فلا اعلم أي سبب لكسر هذا العرف الذى يعد بمثابة قانون ، وهو أمر غير مبشر علي الاطلاق لهذا البرلمان هو فى بداية عمله التشريعي .

الطبيعى والمنطقى أن يمثل مجلس النواب كل فئات الشعب والمجتمع ، ولاشك أن الصعيد جزء مهم وأصيل من هذا الشعب،  وعانى كثيرا من التهميش والظلم وعدم الاهتمام والمعاناة ،  ولكنه لم يغضب وصبر وتحمل الظروف الصعبة رغم قسوتها ، من أجل المصلحة العليا للوطن ، وبالتالي فلا مبرر أبدا أن يغيب الصعيد عن وكالة مجلس النواب الجديد. 

وبالقطع نحن ضد العصبية،  ولكن من حقنا الدفاع عن حقوق أهلنا في الصعيد،  خاصة فى ظل غياب نوابهم عن القيام بذلك، وبالتالي لن يكونوا مهتمين أبدا بالدفاع عن مصالحهم وحقوقهم ، هم ترشحوا من أجل مصالحهم الشخصية فقط وفقدوا ثقة اهلهم فى أول اختبار لهم .

فى الوقت الذي تهتم فيه الدولة المصرية بمحافظات الصعيد وتعمل على زيادة المخصصات المالية لاقامة المشروعات التنموية لتحسين مستوي المعيشة لابناء الصعيد وتعويضهم عنا عانوه فى الفترات السابقة،  يأتي مجلس النواب ويتجاهل الصعيد فى سابقة تعد الأولى من نوعها فى تاريخ الحياة النيابية .

وانطلاقا من القاعدة الفلسفية ” المقدمات تؤدي لنتائج ” ، اقولها بوضوح وبصوت مرتفع ”  لست متفائل على الإطلاق بالبرلمان الحالى ولا اعتقد أنه سيضيف جديدا سواء على المستوي السياسي أو التشريعي والخدمي ، وعسى الله أن يخيب ظنوني وأفكاري ” 

لا أعلم كما قولت سابقا سببا واضحا ومنطقيا لكسر العرف النيابي فى مصر ، ولكن هذا أن دل فإنما يدل على تهميش وظلم للصعيد فى مجلس النواب وهو مصيبة كبرى واخلال للتمثيل العادل للمجتمع،  ولكن مهما حدث فهذا لن يقلل من الدور الهام لأهلنا فى الصعيد ولما قدموه من تضحيات كبيرة وتحملهم للكثير من المصاعب ، من أجل المصلحة العليا للوطن. 

 وأقول لنواب الصعيد ” فشلتم فى أول اختبار ولم تكونوا جديرين لتمثيل أهل الصعيد بصمتكم على كسر عرف نيابي أصيل ، ومشاركتكم فيما حدث ، لن ينسى اهل الصعيد لكم ذلك ابدا” 

وختاما أقول ..حفظ الله مصر من كل سوء 

   mohamedhanfy23@gmail.com