“السبنسة”

نقابة الصحفيين ولغز الكورونا

بقلم : محمد حنفي الطهطاوي

تمر نقابة الصحفيين بمنعطف خطير هذه الأيام، بمناسبة اقتراب انعقاد الجمعية العمومية المقرر لها الجمعة الأولى من شهر مارس المقبل ، ولكن تجاهل المجلس الذى يدير شئونها لأعضاء الجمعية العمومية أصحاب الحق الأصيل فى تقرير ما يخدم مصلحة نقابتهم ، ومحاولة تأجيل عقد الانتخابات فى موعدها ، أمر خطير وسابقة لم تحدث من قبل .

كما توقعت للاسف منذ شهور تصميم المجلس الموقر إخلاء النقابة من أعضاء الجمعية العمومية بزعم الخوف على صحتهم من فيروس كورونا اللعين ،الحق الذى اريد به باطل ، دون أي اعتبار لمصالح الجماعة الصحفية، وبالتالي فإن موقفهم الرافض لإجراء الانتخابات وطلب الفتوي من مجلس الدولة دون استشارة أعضاء الجمعية العمومية طبيعى ومنطقي وليس بالشئ الغريب أبدا طبقا للتصرفات السابقة لهذا المجلس .

وفى الحقيقة اشكر مختلف اعضاء الجمعية العمومية الذين انتفضوا فى مشهد مهيب ولو افتراضيا بسبب الظروف التى نمر بها بسبب فيروس كورونا ورفضوا تجاهل المجلس لهم فى أهم مسائلة هم أصحاب الحق الأصيل فيها وهم أصحاب القرار ، وهذا أمر مطمئن وبرهان أن للنقابة رجالا لحمايتها من أى تلاعب. 

وعلى كلا وانطلاقا من انه لا يصح إلا الصحيح جاء رد مجلس الدولة على طلب المجلس انتصارا للقانون والحق ضد أى أمور ونوايا وأغراض لا يعلمها إلا الله ، حيث رد مجلس الدولة على مجلس النقابة أن التأجيل ليس من اختصاصه لانه أمر إجرائي، وبالتالى فلا مفر من اجراء الجمعية العمومية فى موعدها تنفيذا لقانون النقابة منذ تأسيسها مع اتخاذ الإجراءات الاحترازية .

ليس من حق المجلس الوصايا على رأي الجمعية العمومية للجماعة الصحفية بحجة تفشي كورونا والخوف على صحة الزملاء ..فهل يريد المجلس التلميح فيه أن الدولة ضحت بالمواطنين فى انتخابات مجلسى الشيوخ والنواب ؟ شيء غريب وعجيب هذا المنطق وطريقة التفكير والتعالى على الجمعية العمومية فى سابقة لم تحدث فى تاريخ النقابة .

نعم فيروس كورونا وباء ومرض فتاك يجب الحذر والحرص منه باتباع كافة الإجراءات الاحترازية والصحية ، ولكن فى الوقت نفسه تحمل المسئولية وعدم التصرف يتعالى بطرق تؤدي للدخول فى متاهات قانونية ونفق مظلم، وبدلا من هذا الطريقة المتعالية وجب على العقلاء فى المجلس النزول لأعضاء الجمعية العمومية والاستماع لمقترحاتهم والمناقشة معهم .

وانا شخصيا مع اقتراح الطلب من الجهات المعنية بإغلاق شارع عبد الخالق ثروت فى الموعد المحدد للجمعية العمومية ونصب خيمةكبيرة فى الشارع ، ويلتزم الزملاء بكل إجراءات الاحترازية من ارتداء للكمامات والتباعد ، وردا علي التخوف على الزملاء من الإصابة بالفيروس اللعين اقول لهم أن الإصابة قد تكون فى اى مكان وليس مرتبطة بعقد الجمعية العمومية وهى قدر الله  ولكن علينا الأخذ بالأسباب والالتزام بالإجراءات الاحترازية ، مثلما مرت انتخابات مجلسى الشيوخ والنواب بسلام ستمر الجمعية العمومية بسلام باذن الله طالما توافرت النوايا الحسنة. 

اريد القول فى نهاية كلامي أن انتخابات نقابة الصحفيين لن تغير الواقع المرير الذى تمر به صاحبة الجلالة فى الوقت الحالي ، ولكن عقد الجمعية العمومية هذا المرة مهم جدا ، من أجل الحفاظ على نقابتنا العريقة التى هى بيت لكل زميل ، ولن نقبل بتعرضها لأي هزات وقرارات تؤدي بها وبنا إلي مصير مجهول .

وختاما أقول..حفظ الله مصر من كل سوء 

mohamedhanfy23@gmail.com