السبنسة

بقلم : محمد حنفى الطهطاوي

الأدنى للأجور للقطاع الخاص بداية تصحيح المسار

اخيرا وبعد طول انتظار أعلن المجلس الأعلى للأجور برئاسة وزير التخطيط الاثنين الماضي تحديد حد أدنى للعاملين بالقطاع الخاص بما يصل ل2400 جنيه ، وهو الرقم نفسه الذى تم إقراره للقطاع الحكومى ، وهو خطوة فى الطريق الصحيح ويبقي الأساس فى التنفيذ على أرض الواقع.

يعد هذا القرار هو الاول من نوعه فى أن تحدد الدولة حد أدنى للقطاع الخاص ومساواته بالقطاع الحكومى ، وأعتقد أنه حادث تاريخي يستحق الإشادة والتقدير ، ويشير إلى أن هناك إرادة سياسية لتحسين مستوى معيشة الشعب الذى يعمل اكثر من 70% فى القطاع الخاص .

القرار مهم جدا ودليل عملى على تطبيق برنامج الرئيس الانتخابي فى الانتخابات الرئاسية التى أجريت فى هام 2018 ، وهو الاهتمام بالإنسان والارتقاء به ، بالفعل هناك إرادة سياسية حقيقية على الشعب استغلالها من خلال التفانى فى العمل اكثر واكثر من أجل الارتقاء بالمصلحة العليا للبلاد

فرار تحديد حد أدنى للأجور وضع بعض الاستثناءات لأصحاب العمل المتعثرين ولكن يزول الاستثناء بزوال التعثر، الأمر الذى يجعل القرار مرحب به فى مجتمع الاعمال دون اى امتعاض أو اعتراض وهو ما ظهر واضحا فى اجتماع المجلس الأعلى للأجور ،الذى حضره ممثلين لكل الأطراف .

من وجهة نظرى قرار تحديد الحد الأدنى للقطاع الخاص خطوة فى الطريق الصحيح ويبقي التنفيذ فى الارض الواقع هو الفيصل والحاسم فى الحكم على المنظومة بشكل مكتمل وعادل ، ولكن الأمر يبشر بالخير وهناك ترحيب من مختلف الأطراف لتطبيق هذا القرار المهم لغالبية أفراد الشعب المصرى ، وفى وتقديري لا يقل أهمية عن قرار تحديد حد أدنى للعاملين بالقطاع الحكومى ، بل فى تقديري يأتي فى مقدمة الاهتمامات. 

فى الحقيقة كنت اخشي أن تؤثر جائحة كورزنا اللعينة على هذا القرار وتعيده إلى الأدراج مرة أخرى،  ولكن بفضل الله وبعد دراسة متأنية ورصينة مع اختيار وقت مناسب لخروجه إلى النور لأول مرة ليدخل السرور على قلوب المصريين فى أيام تتواكب مع ذكري ثورة 30  يونيو المجيدة والتى أطاحت بنظام الإخوان المسلمين من حكم مصر .

بطبعى فأنا متفالل فى كل الأوقات واعتقد ان هذه الخطوة التاريخية سيعقبها خطوات أخرى للحفاظ على حقوق العمال والتعظيم من قيمة العمل والإنتاج، وهم السبيل الوحيد لتحسين مستوى معيشة المواطن وتوفير حياة كريمة له كما بحلم الرئيس ومعه كل مصرى .

وفى الختام أريد القول أن الطريق مازال ملئ بالأشواك،  والتحديات كبيرة جدا ، ولكن هناك بصيص من النور بدأ ، وبحكم السوابق التاريخية ، فالمصرى قادر على تحدى الصعاب الانتصار على الظروف الصعبة ،والانجاز تحت اى ضغوط .

..” ولنا عودة طالما فى العمر بقية ” 

حفظ الله مصر من كل سوء 

mohamedhanfy23@gmail.com