السعودية: النظام الإيراني غير جاد في محاسبة المتورطين في اقتحام السفارة

 

كتب: محمد حنفي الطهطاوي 

تلقى وفد المملكة العربية السعودية الدائم في نيويورك خطاباً من الوفد الدائم الإيراني بتاريخ  9/2/2016 ، بشأن الحادثة التي تعرضت لها سفارة خادم الحرمين الشريفين في “طهران”، والقنصلية العامة في “مشهد”

وفي يناير ٢٠١٦ ، اقتحم متظاهرون للسفارة والقنصلية السعودية بطهران وحرقوموها وأنزلوا العلم من عليهم وسرقوا كافة محتوياتها ، احتجاجا لاعدام السعودية لقيادي شيعي يدعا نمر النمر ضمن ٤٧ أخرين ، وتم قطع العلاقات الدبلوماسية بين البلدين .

وتضمن الخطاب رغبة الحكومة الإيرانية في الحصول على إذن لدخول مقري السفارة والقنصلية بغرض استكمال إجراءات التحقيق في الحادثة، وبناء عليه، قام الوفد الدائم للمملكة بإبلاغهم بالموافقة على طلبهم بشرط وجود فريق من المملكة يتوجه إلى طهران عند دخول السلطات الإيرانية مقر سفارة المملكة في “طهران” أو قنصليتها العامة في “مشهد”، على أن يتم إطلاع الفريق السعودي أثناء تواجده هناك على نتائج التحقيقات التي أجرتها السلطات الإيرانية في ذلك الشأن.

 وتمت موافقة الجانب الإيراني على وجود فريق سعودي للغرض أعلاه، بالإضافة لقيام الفريق السعودي بالترتيبات اللازمة لشحن الممتلكات الشخصية للدبلوماسيين السعوديين، وأبدت السلطات الإيرانية رغبتها في تطبيق مبدأ المعاملة بالمثل في تلك الحالة، بشأن معرفة بيانات الممتلكات ومعرفة أسماء الفريق المشارك، وبناء عليه، تم إبلاغهم بالموافقة على ذلك وتزويدهم بأسماء الفريق السعودي، وأن تواجده في الأراضي الإيرانية سيكون خلال فترة 25-29/12/2016م.
 
ودأب الوفد السعودي في متابعة الجانب الإيراني، الذي استمر في المماطلة وطلب تحديد موعد جديد لحضور الفريق السعودي لإيران، وتم إبلاغهم مناسبة تاريخ 3/7/2017م لتواجد الفريق السعودي في الأراضي الإيرانية.

وورد من الجانب الإيراني ما يشير بالموافقة على ذلك، وتم إصدار التأشيرات للفريق السعودي من القنصلية الإيرانية في “دبي” إلا أن السلطات الإيرانية رفضت حتى يومنا هذا إصدار تصريح الموافقة على هبوط الطائرة الخاصة بالفريق السعودي، وربطت إصدار التصريح بالتأشير لفريق زيارة المقرات الدبلوماسية الإيرانية وفريق رعاية شؤون الحجاج الإيرانيين بشكل متزامن.
 

وقالت السعودية في بيان لها اليوم الثلاثاء ، إن رفض السلطات الإيرانية وجود فريق سعودي عند دخول السلطات الإيرانية لمقر الممثليات، يؤكد على أن الجانب الإيراني ليس جاداً في ملاحقة ومحاسبة المتسببين بالحادثة، وهذا غير مستغرب، فإيران لديها سجل حافل لانتهاك حرمة البعثات الدبلوماسية منذ اقتحام السفارة الأمريكية في عام 1979م واحتجاز منسوبيها لمدة 444 يوماً، والذي تلاه الاعتداء على السفارة السعودية، والاعتداء على السفارة الكويتية عام 1987م، ثم الاعتداء على السفارة الروسية عام 1988م، والاعتداء على دبلوماسي كويتي عام 2007م.

كما تم الاعتداء على السفارة الباكستانية عام 2009م، والاعتداء على السفارة البريطانية عام 2011م، وكان أخرها الاعتداءات الآثمة على سفارة المملكة العربية السعودية في “طهران” وقنصليتها في “مشهد” عام 2016م.

كما أكدت إن رفض إيران وجود بعثة دبلوماسية وعدم إيقاع عقوبة على المتسببين، أنها لا تريد التحلي بلغة العقل والمنطق، ولا تريد ردم الهوة ونزع فتيل الخلاف، واعتزامها الاستمرار في أعمالها المنافية للمبادئ والمواثيق الدولية.

وأضافت إن هذا الرفض يدل على أن انتهاك حرمة ممثليات المملكة عملية مرتبة ومدبرة، وليست رد فعل عفوي من المواطنين الإيرانيين، بل جاءت ضمن خطة إيرانية للتصعيد مدعومة من قِبَل النظام الإيراني.