“باب العيد”.. أسرار في احتفالات الدراويش بالأضحى

بقلم – مصطفى زايد الباحث والمتخصص في الشأن الصوفي

 

تحتفي الأمتين العربية والإسلامية باستقبال أيام عيد الأضحى المبارك، وتأتي معها البهجة والفرحة والسرور.
وتمتاز أجواء الفرحة في استقبال المصريين للأعياد والمناسبات الدينية بطقوس ونكهات خاصة لا يمكن أن تضاهيها بلد من البلدان عربية كانت أم إسلامية، فكما كانت للحضارة المصرية تفردها الذي أعجز الشعوب عن محاكتها، كانت للاحتفالات الدينية أيضاً تفردها الذي جعلها قبلة العاشقين لآل البيت والمحبين للتعمق في سر الأديان.
وقد اعتاد المصريون على تمصير كثير من الطقوس الدينية فكانت عباراتهم وتهاليلهم الخاصة محط أنظار العالم، ومع دخول صاحب الفقهي الثالث محمد بن إدريس الشافعي كان أن غير وعدل عن مذهبه ليواكب ما عليه أهل تلك البلاد العظيمة فشرح الله صدره ليتفهم مسائل عظيمة جعلته صاحب المذهب الأكثر أتباعاً واعتدالاً.
وعن مظاهر العيد عند الصوفية قديماً يروي المؤرخون أن احتفالاتهم تبدأ عقب صلاة عشاء يوم عرفة حيث كانت تسير مواكب الصوفية في كل شوارع المحروسة مهللين ومكبرين حتي صلاة فجر يوم العيد ثم يذهبوا إلى قصرالخليفة (والي مصر) ثم يخرج الخليفة ويمتطي جواده ويتحرك موكبه وهم خلفه بالتكبير والتهليل والأناشيد الصوفية حتي يصل إلى باب كان يسمي بباب العيد وفيه مكان خصص للصلاة العيد ويقوم الخليفة بأمامة المصلين وبعد الانتهاء من الصلاة يعود موكب الخليفة وخلفه الصوفية حتى قصره وبعدها يقوم بتوزيع هدايا العيد عليهم من نقود وحلوي ولحوم وملابس ثم يعودوا إلى منازلهم ثم الاجتماع مره اخري عقب صلاة العشاء لإحياء ليالي العيد داخل زواياهم وساحتهم وتكون بقراءة القرآن والإنشاد الديني.