بيان رباعي يرسم ملامح المرحلة الثانية من خطة ترامب

كتب: السياسي ووكالات 

في خطوة دبلوماسية كبرى تعكس رغبة دولية في إنهاء الصراع وتحقيق استقرار مستدام في الشرق الأوسط، أصدرت كل من مصر، وتركيا، والولايات المتحدة، وقطر بياناً مشتركاً اليوم السبت، عقب مشاورات رفيعة المستوى في “ميامي”.

وتناول البيان خارطة الطريق للانتقال إلى المرحلة الثانية من خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للسلام، معلناً عن توافق رباعي غير مسبوق حول مستقبل قطاع غزة والمنطقة.

أكد البيان المشترك أن الجهود الدبلوماسية المكثفة التي بذلتها الدول الأربع خلال الشهور الماضية قد آتت ثمارها بتحقيق تقدم ملموس في تنفيذ بنود المرحلة الأولى من الاتفاق.

وقد تضمنت هذه النجاحات خفضاً ملحوظاً للأعمال العدائية، وزيادة وتيرة المساعدات الإنسانية، وتبادل رفات المتوفين، مما مهد الطريق لإعلان الانتقال الوشيك نحو المرحلة الثانية.

حصاد المرحلة الأولى.. تمهيد الأرض للتهدئة المستدامة

أشار البيان إلى أن الالتزام باتفاق وقف إطلاق النار الذي بدأ في أكتوبر الماضي كان الركيزة الأساسية للوصول إلى هذه اللحظة.

وشدد الضامنون الأربعة على أن المرحلة الأولى نجحت في إرساء قواعد الثقة الأولية”

حيث شهدت انسحاب القوات الإسرائيلية من المناطق المكتظة بالسكان وتسهيل عودة أعداد كبيرة من النازحين، وهو ما يعد انتصاراً للجهود المصرية والقطرية في الوساطة بدعم مباشر من واشنطن وأنقرة.

تفاصيل المرحلة الثانية..مجلس السلام وقوة الاستقرار الدولية

تعد المرحلة الثانية من خطة ترامب هي الأخطر والأكثر تعقيداً، حيث ترتكز على محورين أمنيين وسياسيين أساسيين:

إنشاء مجلس السلام: وهو إدارة انتقالية تهدف لتسيير شؤون قطاع غزة تحت إشراف دولي، لضمان عدم عودة الفراغ الإداري.

نشر قوة الاستقرار الدولية: دعا البيان إلى الإسراع في نشر هذه القوات لمراقبة وقف إطلاق النار الدائم، وضمان نزع السلاح في المناطق المتفق عليها، وتأمين الحدود.

رؤية الحكم والسيادة..غزة موحدة تحت سلطة واحدة

أوضح البيان الرباعي أن المرحلة القادمة ستشهد تمكين هيئة حكم في غزة تعمل تحت سلطة فلسطينية موحدة، وهو ما يعكس التزام مصر وتركيا بالحفاظ على وحدة الأراضي الفلسطينية.

كما تضمنت الخطة آليات واضحة لإعادة الإعمار الشاملة، وفتح المعابر بشكل دائم، بما في ذلك معبر رفح، لضمان حرية الحركة للأفراد والبضائع.

يأتي هذا البيان ليعيد الزخم السياسي للشرق الأوسط، مؤكداً أن خطة ترامب للسلام بمرحلتها الثانية ليست مجرد رؤية نظرية، بل مسار عملي يتم تنفيذه برعاية إقليمية ودولية مكثفة.

ومع استمرار المشاورات في الأسابيع المقبلة، يبقى الرهان على التزام كافة الأطراف بضبط النفس لتفادي أي خروقات قد تهدد هذا الإنجاز التاريخي.

اترك تعليقاً