ترحيب مغربي بالتصريحات المصرية عن عدم الاعتراف بالبوليساريو

كتب: محمد حنفي الطهطاوي

لاقت تصريحات ياسر مصطفى عثمان السفير المصرى لدى المغرب ، أن بلاده رفضت الاعتراف بالجمهورية الصحراوية أو ما يسمى بجبهة البوليساريو وعدم إقامة علاقة معها ترحيب كبير من المحللين السياسيين فى المغرب .

وأكد السفير المصري فى تصريحات صحفية له فى 24 يناير ،أن موقف القاهرة واضح من دعم وحدة أراضي المملكة المغربية، يأتى ذلك رغم اعتراف الجزائر التى لها علاقات قوية مع مصر، بالجمهورية الصحراوية وتدعم حقها فى تقرير مصيرها .

ويشير المحلل السياسي المغربي عبد الفتاح الفاتحي مدير مركز الصحراء وافريقيا للدراسات الاستراتيجية ، إلى أن مصر تحظى بتقدير كبير للغاية في الساحة العربية والإفريقية والدولية، وكثيرا ما حدث تنسيق وتشاور بينها وبين المغرب بشأن العديد من القضايا السياسية الحاسمة.

ولفت إلى أن موقف القاهرة من مسألة الوحدة الترابية للمغرب ، يندرج ضمن سياسة خارجية مصرية أصيلة تعمل على حفظ السيادة الترابية للدول العربية والاسلامية.

وقال الفاتحي فى حديث خاص مع “السياسي” ،  أن المغرب تثق بل وتعول على الدور المصري لقيادة وساطة نشطة ما الجزائر بما يعزز العمل العربي المشترك ، حيث أن من أهم أسباب تعذر عقد القمة العربية فى مارس المقبل، هو الازمة الدبلوماسية بين الرباط والجزائر ، وعملت الجزائر على قطع كل علاقاتها مع المملكة المغربية وهو واقع استثنائي في العلاقات بين دولتين جارتين، بعد أن رفضت عدة وساطات عربية ودولية.

ويعتقد السياسي المغربي،أن الجزائر لن تجد طرفا افضل من مصر بحكم العلاقات الوثيقة بينهم ، ترشحه لقيادة وساطة لحل خلافاتها مع المغرب، أو على الاقل لإيجاد طريقة تمكن من مشاركة المغرب في القمة وبعدها اصدار بيان بخصوص مستقبل العلاقات بين البلدين ، فمصر تبقى جهة مميزة لقيادة حوار بين المغرب والجزائر لتجاوز الخلافات البينية بما يقوى من الموقف العربي وبالتالي ضمان فعالية أكبر في منظومة العلاقات الدولية، كما أن الرباط ترحب بالدور المصري في قيادة وساطة تمكن من حفظ التوثر بين البلدين على حد قوله.

فيما يعتبر محمد بودن رئيس مركز أطلس لتحليل المؤشرات السياسية و المؤسساتية، وأستاذ العلوم السياسية فى جامعة محمد الخامس، أن تصريحات السفير المصرى بالرباط تعطى إشارات بناءة تبعث على الارتياح ، حيث أن عدم الاعتراف بالبوليساريو يأتى امتداد لمشاركة القاهرة فى الاجتماع الوزاري الذى تم تنظيمه فى يناير 2021 بشراكة مغربية امريكية وحضور أكثر من 40 دولة لدعم مبادرة الحكم الذاتي ، وادراكا لأهمية القضية للمغرب.

وأضاف بودن فى تصريحات خاصة ” للسياسي ” ، أن العلاقات المصرية المغربية تتمتع بأساس متين ومستقبل واعد واذا ما حصل مد وجزر في بعض المراحل فهذا طبيعي في العلاقات الدولية بحيث لا يمكن التوافق حول مجمل القضايا وفي مختلف المحطات ، لكن من المهم التركيز على العمق و المدى و التاريخ في العلاقات بين البلدين.

كما اعتبر المحلل السياسي المغربي ، الموقف المصرى رسالة غير مباشرة للجزائر التى تعد طرف رئيسي فى قضية الصحراء المغربية، وحث لها لتتحمل مسؤولياتها كطرف رئيسي ولا تختبئ وراء مفاهيم الدولة الملاحظ و الدولة الجارة، ومصر دائما تقوم بجهود حثيثة لابجاد مساحات من التفاهم بين الرباط والجزائر وبالتالى ليس من المستبعد طرح مبادرة مصرية لإزالة الخلافات وتوحيد الصفوف بين البلدين الجارين.

وتدعم الجزائر جبهة البوليساريو التي تطالب باستقلال الصحراء الغربية، بينما يعتبرها المغرب جزءاً لا يتجزأ من أرضه ويقترح منحها حكماً ذاتياً تحت سيادته، الأمر الذى تسبب فى مزيد مو التوتر بين البلدين منذ أكثر من خمسة عقود منذ عام 1974، تكللت بقرار الجزائر بقطع العلاقات الدبلوماسية مع الرباط فى 24 أغسطس الماضي ، متهمة المغرب بالعداء لها .

والصحراء الغربية موضوع نزاع منذ عقود بين المغرب وجبهة البوليساريو المدعومة من الجزائر، وهي منطقة تصنفها الأمم المتحدة بين “الأقاليم غير المتمتعة بالحكم الذاتي”، واعتمد مجلس الأمن الدولي القرار 2602 (2021) فى 29 اكتوبر الماضي ، الذي جدد بموجبه تفويض بعثة الأمم المتحدة للاستفتاء حول الصحراء الغربية (مينورسو) ، ومدد المجلس تفويض البعثة لعام آخر حتى 31 أكتوبر 2022، برئاسة دى مستورا والذى أجرى اول زيارة له للمغرب والجزائر وموريتانيا وممثلى البوليساريو للاستماع إليهم فى الفترة من 13 _19 يناير الماضي.