زهران ممداني يفوز بعمدة نيويورك. اشتراكي مسلم يزلزل المشهد السياسي

 

كتب: السياسي ووكالات

سجلت مدينة نيويورك، إحدى أهم العواصم العالمية، لحظة تاريخية بانتخاب زهران ممداني، المرشح الديمقراطي والاشتراكي الديمقراطي، كأول عمدة مسلم للمدينة، والأصغر سناً منذ عقود.

ولم يكن فوزه ساحقاً فحسب على منافسه الجمهوري، بل جاء تتويجاً لحملة تقدمية ركزت على قضايا الإسكان والعدالة الاجتماعية، وحملت مواقف صريحة تجاه القضايا العالمية.

الفوز التاريخي: ممداني يقلب موازين نيويورك

فاز زهران ممداني (34 عاماً)، عضو الجمعية التشريعية لولاية نيويورك، بمنصب عمدة المدينة بأغلبية واضحة.

ويمثل هذا الفوز انتصاراً للجناح اليساري التقدمي داخل الحزب الديمقراطي، ونجاحاً لحملة اعتمدت على الحشد الشعبي وتعبئة الناخبين الشباب والمجتمعات المتنوعة.

وركز ممداني في برنامجه على حل أزمة الإسكان عبر تجميد الإيجارات لمليوني مستأجر، ومواجهة البيروقراطية، وهو ما لاقى صدى واسعاً لدى شرائح واسعة من سكان المدينة.

ردود الفعل الأمريكية: انقسام واحتفال

تباينت ردود الفعل الأمريكية على فوز زهران ممداني بشكل كبير، ما يعكس الانقسام الأيديولوجي في البلاد:

التقدميون والمؤيدون:

احتفل القادة التقدميون، بمن فيهم النائبة ألكسندريا أوكاسيو كورتيز، بالنتيجة بوصفها دليلاً على أن الأمل والعدالة ينتصران على الخوف وقوة الشركات.

بينما رآها البعض فجراً جديداً للسياسة اليسارية في نيويورك.

المحافظون والمعارضون:

جاءت ردود الفعل من الجناح اليميني والمحافظين، وعلى رأسهم دونالد ترامب، حادة، حيث وصفه بأنه “شيوعي” يحمل “رؤية متطرفة” تهدد مستقبل المدينة.

كما أن طبيعة حملة ممداني، التي عارضها أصحاب المليارات ولجان العمل السياسي (PACs) بأكثر من 40 مليون دولار، تشير إلى مدى التحدي الذي يمثله للسلطة التقليدية.

الموقف الإسرائيلي وتداعيات الفوز

أثار فوز ممداني قلقاً عميقاً في الأوساط الإسرائيلية والمؤيدة لإسرائيل، ويعود ذلك إلى مواقفه العلنية والراسخة من القضية الفلسطينية.

موقف ممداني الصريح:

ممداني، الذي كان عضواً مؤسساً لفرع “طلاب من أجل العدالة في فلسطين” بجامعته، وصف في السابق إسرائيل بأنها “نظام فصل عنصري” (*Apartheid Regime*).

ودافع بقوة عن حقوق الفلسطينيين، وهي مواقف جعلته هدفاً للهجمات والتشويه الإعلامي طوال حملته الانتخابية.

القلق الإسرائيلي:

يُنظر إلى فوزه على أنه تحول نوعي، حيث يرى المحللون أن هذا الفوز يمثل “تكسيراً للقواعد التقليدية” التي حكمت العلاقة بين اللوبي الصهيوني والسياسة الأمريكية لسنوات.

يُخشى أن يكون ممداني، من موقعه المؤثر كعمدة لأكبر مدينة أمريكية، صوتًا قوياً وفعالاً ضد سياسات الحكومة الإسرائيلية، ما قد يفاقم التوتر في العلاقات بين التيار التقدمي والمجموعات المؤيدة لإسرائيل في الولايات المتحدة.

 

اترك تعليقاً