شهادة للتاريخ

بقلم : محمد حنفي الطهطاوي

لا أعرف سبب كتابتى لهذه الشهادة في هذا التوقيت ، ولكن لأسباب أفضل الاحتفاظ بها الآن  فضلت نشرها في عجلة دون تأجيل لتكون واضحة  أمام الجميع 

في الحقيقة أريد تسجيل موقف من بعض الشخصيات المهمة التى أثرت علي حياتي المهنية والفكرية ، وكان لهم دور كبير في تصويب نظرتي أو علي الأقل تنويري ، بشكل ساهم إلي حد كبير فى افادتى في كثير من المواقف التى واجهتها .

الشخصية الأولى هو الدكتور صلاح عبد الله أحد رموز الفكر القومي بلا شك ، صاحب الرؤي والأفكار الرشيدة ، المحب لبلده والغيور علي وطنه ، الطبيب والجراح الكبير ، الذي له دور كبير في حركة التنوير والتعريف بالتيار القومي العربي الذي يريد العدو الصهيوني طمسه تماما ونشر التشرذم والانقسام بين أبناء الوطن العربي .

بصراحة شديدة وقبل لقائئ بهذا الرجل الفاضل كنت اتسائل بيني وبين نفسي خلال عملي كصحفي متخصص في الشئون السياسية لسنوات طويلة هل في يوم من الايام سنجد معارضة هدفها الصالح العام ؟  والأهم هل الفكر الناصري والقومي وسيلة لجمع الأموال والشو الإعلامي ام ماذا  ؟ 

فقبل لقائي بالدكتور صلاح عبد الله كانت أفكاري غير واضحة عن اصحاب هذا التيار الذي يملئ الدنيا ضجيحا بشعارات واهية دون اي التزام بها بل هم اول الناس بمخالفتها من أجل مصالحهم الشخصية حتي لو كانت علي حساب المصلحة العامة ، ولكن بالفعل اصحاب المواقف الحقيقية دائما يكونون بعيدا عن الشو الاعلامى ، لانهم يعبرون بصدق دون اي مصلحة شخصية عن الفكر القومي للحفاظ علي الهوية العربية،  وهنا التقيت هذا المفكر القومي الكبير في اعظم مكان في مصر نقابة الصحفيين .

لقاءاتنا في نقابة الصحفيين لم تنقطع وكنا نتحدث في كل شئ ، وهو في الحقيقة أضاف لي كثير في الفكر السياسي المبني علي خبراته الطويلة في العمل السياسي والبرلماني ، حيث يعتبر من قادة حزب العمل الاشتراكي التاريخيين في الثمانيات من القرن الماضى قبل أن ينحرف الحزب عن مساره ، فواقعيا استفدت كثيرا منه في فهم آشياء كثيرة في الشئون السياسية كانت غير واضحة لي من قبل .

اعتبره بمثابة منارة المنتدي الثقافي في نقابة الصحفيين ،  المنتدي القريب من قلب الأستاذ إيهاب عبد الجواد نائب رئيس تحرير جريدة الخميس ، فالجلسات مليئة بالمعلومات والافكار القيمة ، فكل التحية والتقدير منى لهذا المفكر الكبير .

أما الشخصية الثانية التي أحب الحديث عنها هو الأستاذ عماد عمر الكاتب الصحفي الكبير القريب إلي قلب الكثيرين مثلى ، والذي أثر علي كثيرا في حياتي المهنية ويمكن أن أقول أنه كان نقطة تحول كبري ،في وقت كنت أواجه تحديا مفصليا سيتم الحديث عنه في وقت لاحق .

الأستاذ عماد الجميل البشوش الخلوق اعتبره أحد اساتذتي القلائل، الذين كان لهم دورا فيما وصلت فيه الآن ، وخاصة في كيفية التعامل مع الصحافة الدولية ، فتوجهاته لي  افادتني كثيرا وطورت من مهاراتي وتعاملي مع الأحداث .

لم ولن أنس اول لقاء جمعني به في النادي الأهلي بالجزيرة ، وكانت تقريبا الزيارة الوحيدة للأهلي ، ومن الطرائف أنه تم حل مجلس حسن حمدي وقتها ، فهذا اللقاء كان نقطة تحول كبير لي في حياتي المهنية وغير من نظرتي للأمور والأحداث وسبق أن تكلمت عنها تفصيليا فيما قبل ، بالفعل هو خير يمشي علي الأرض .

كل التحية والتقدير والشكر للدكتور صلاح عبد الله والأستاذ عماد عمر ودوما في صحة وسعادة وراحة بال ومبدعين علي الدوام 

حفظ الله مصر من كل سوء 

mohamedhanfy23@gmail.com