طلبة الكرد في الأزهر الشريف

 

بقلم : محمد يحيى عزيز ممثل طلبة الكرد في الأزهر

على الرغم من فتور العلاقات بين الأكراد وأغلب الدول العربية، إلا أن مصر كانت من أكثر البلدان العربية التي تربطها علاقات وثيقة وتاريخية بالأكراد، وبرزت بشكل واضح في عهد الرئيس الراحل جمال عبد الناصر من ناحية سياسية.

يعيش العديد من الأكراد في مصر في محافظات عدة، ورغم أنصارهم في المجتمع المصري إلا أنهم محتفظين بأصولهم، و انتشر الأكراد بشكل كبير في مصر بعد الفتح الإسلامي لمناطق التابعة لكردستان ، وأصبحوا جزءا من المجتمع الإسلامي ومكوّن أساسي للحضارة الإسلامية وتحديدا مع تولي صلاح الدين الأيوبي “الكردي الأصل”، والذي ساهم في توافد كبير للأكراد إلى مصر، كرجال حكم وإدارة وقادة عسكريين وجنود وتجار وحتى طلبة علم في الجامع الأزهر.

وكما جمع الأزهر الشريف الطلاب الراغبين في العلم من كافة أنحاء العالم، كان للطلبة الأكراد رواق خاص بهم في جامع الأزهر الشريف بإسم (رواق الأكراد)، حيث يضم غرفا للطعام وللنوم، إضافة إلى المكتبة، حيث يدرسون ليل نهار العلوم الشرعية، و في الآونة الأخيرة تمت ازالة اللوحة و غيروها الى (رواق الأتراك).

وبدأ توافد طلبة الأكراد الى مصر و بالأخص جامعة الأزهر في الآونة الأخيرة ، بعد اعلان وزارة الاوقاف والشؤون الدينية لإقليم كردستان العراق عن تاسيس معهد في اقليم كردستان العراق تابع لجامعة الازهر في جمهورية مصر العربية لدراسة المناهج الأزهرية في سنة 2008 و يعتبر المعهد الوحيد في العراق في محافظة اربيل تابعة لجامعة الأزهر الشريف .

الدراسة ستة أعوام في المعهد للحصول على شهادة بكالوريا ، بعدها يخير الطالب في إكمال دراسته بجامعة الأزهر في جمهورية مصر العربية او التحاقه بعدد من الكليات والمعاهد داخل اقليم كردستان ، حيث الأزهر الشريف يقوم بتحمل كافة مصاريف الجامعية و تسكين الطلبة و تقديم الخدمات لهم في (مدينة البعوث الإسلامية) في القاهرة في حالة اختيارهم الدراسة في مصر.

من الجدير بالذكر أن شيخ الأزهر الشريف الدكتور أحمد الطيب خصص لمعهد اربيل الأزهري 25 مقعداً سنوياً.

ويبلغ عدد خريجي معهد أربيل الأزهري الذين يدرسون الآن في جامعة الأزهر الشريف في شتى المجالات و الكليات يزيد عددهم عن 70 طالبا، في الكليات و الدراسات العليا، ويشاركون في المهرجانات و المسابقات و المجالس العلمية، ماعدا دراستهم الأكاديمية في كليات الأزهر الشريف.

وفي الختام لا نملك سوى مزيد من الدعوات إلى فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف، ليمد الله في عمره ويجعله دائماً سبباً في عز الإسلام والمسلمين، وحفظ الله مصر وشعبها.

محمد يحيى عزيز ولد في سنة (1997) بمُجَمع رزكاري المشهور ب (طوبزاوة) في اربيل ، و خريج معهد اربيل الأزهري وخريج كلية الشريعة والقانون في الأزهر الشريف، حيث الآن يعمل كممثل و مندوب لمعهد اربيل الأزهري في الأزهر الشريف، وشارك في عدة مؤتمرات عالمية في مصر كمؤتمر (الأزهر العالمي لنصرة القدس ومؤتمر الأزهر العالمي للتجديد في الفكر الإسلامي).