عفواً .. صلاح لايسجل في X!!

عفواً .. صلاح لايسجل في X!!

————

هل ننتصر بالسكوت ؟؟
يبدو للوهلة الأولى أن الانتصار مرهوناً بصوت الحناجر وفوهات المدافع وصيحات الحماس ، والقفز نحو السماء ، ورفع إشارة النصر ، حيث التصقت بذاكرتنا ، وأخفت الكثير من مفاهيم الانتصار الأخرى ، حتى وصلنا لعصر حديث متحضر بشكل يدعو للدهشة ، أصبحت فيه ” التغريدة ” على منصة “X” والمنشور عبر ” الفيسبوك” أهم علامات الانتصار وبدونها نوصم بالهزيمة ونتجرع سم النقد الجارح ، ونوصف بالمتخاذلين وكأن لاصوت للانتصار وصناعة المواقف سوى أن يكون بطريقة واحدة وأسلوب واحد وفهم واحد !!
اللاعب الخلوق والنجم العربي محمد صلاح الذي أكدت دراسة نشرت في “American Political Science Review”، أن جرائم الكراهية في مدينة ليفربول انخفضت بنسبة 16٪ مقارنة بمناطق أخرى مماثلة في بريطانيا، بعد انضمامه النجم المصري محمد صلاح إلى الريدز فى صيف 2017، يواجه حملة أراها ظالمة ومستفزة ، وكأن تغريدة من حامل لواء العرب كرويا في أوربا ستسهم في إنهاء الصراع العربي الفلسطيني الصهيوني !!
نعم .. للكلمة ثمن وللموقف تاريخ لكن مع صلاح لايمكننا أن نجزأ الثقة أبداً وهو من صنع أيقونة مضيئة للاعب المسلم المتمسك بقيمه وأخلاقه في أحد أشرس الدول وأكثرها عنصرية !!
لم يفتش أحداً ببنود عقد صلاح !!
لم يهتم أحداً بماذا يفكر صلاح ؟؟!!
لم يتساءل أحداً ماالثمن الذي سنخسره ويخسره صلاح ؟؟!
وقفوا يصرخون دون تفكير ، أو حسن نية ، أو ثقة بأن السكوت أحياناً له حكمة تساوي الانتصار !!
كلنا مع فلسطين وبأرواحنا نفديها وقلوبنا تتقطع كل ساعة لتلك المناظر الدامية ، والأكيد أن قوتنا العربية الناعمة رياضياً في أرجاء العالم تدرك ماتقوم به وماهو لمصلحة الموقف أو ماهو وبالاً عليه !!!
انعاطف مع الجميع وأقدم النية الحسنة لكل من ينتقد مواقف ” البعض” رغم أنني أُصر على أن الثقة لاتتجزأ ، كحالنا مع محمد صلاح ، الذي حمل شعلة التغيير والأمل وظل محتفظاً بقيمنا ومحبتنا رغم الشهرة والمال والأضواء والقيمة الجماهيرية العظيمة ..
قديسجل صلاح هدفا في منصة X لكن قد ندفع ثمنه غالياً والفهيم يتعامل بالحكمة والهدوء وتقييم الأوضاع ، والأثار ، والمحافظة على كنوز العرب الرياضية والنظر للأبعد والأشمل ، فهناك أمور نجهلها وهناك أمور علينا إدراك أهميتها ..

حمى الله الأرض الطاهرة فلسطين وأهلها ونصرهم في كل وقت وحين ..

سلطان المهوس
صحافي سعودي