فاقد الشيئ لا يعطيه

هل تلتزم الدول باحترام الكرامة الإنسانية، ووتعمل على العدالة والمساواة والارتقاء بحقوق الإنسان وحرياته الأساسية ؟؟؟ لا يخفى على احد ان كلمة (الإرهاب) قد اصبحت اكثر المفردات شيوعا وتداولا في العالم وبكل اللغات ، وقد عقدت سلسلة من المؤامرات الدولية في غير موقع من الكرة الارضية لمكافحة الارهاب.. مما يدل على ان الارهاب بات هاجسا يؤرق هذا العالم.. وشرا مستطيرا تسعى كل الدول لاجتثاثه. وصور الارهاب عديدة..
فهناك الإرهاب الاستعماري الذي كانت تمارسه الدول الاستعمارية ضد شعوب مستعمراتها ، فقد بلغ عدد ضحايا الاستعمار الفرنسي وحده في الجزائر وحدها.. مليون شهيد والإرهاب الاستيطاني الذي كانت تمارسه الاقلية البيضاء ضد شعوب جنوب افريقيا وروديسيا وناميبيا ، فيما تمارسه اسرائيل ضد الشعب الفلسطيني. والارهاب الرسمي الذي تمارسه الانظمة القمعية ضد شعوبها
والآن الإرهاب الفكري الذي تمارسه الدول الكبرى.. والصهيونية العالمية ضد كل من يحاول تعرية طروحاتها وموروثاتها الايديولوجية والفكرية
والغريب أن الإرهاب الفكري لا يتعرض بنفس القدر لمن يحاول التطاول على الاسلام من امثال المرتد سلمان رشدي.. والمرتدة تسليمة نسرين.. بل يتكفل بحمايتهم.. ويزين لهم الاساءة لهذا الدين الحنيف الذي ارتدّوا عنه.
وقد رفضت دول الغرب (تسليم) تسليمة نسرين الى بلادها والإرهاب الاقتصادي الذي تمارسه دول الشمال الغني.. ضد دول الجنوب الفقير لاستغلال مواردها وتكريس تبعيتها.. وربطها بعجلة الاقتصاد الغربي. ويعتبر البنك الدولي.. وصندوق النقد من أدوات تنفيذ الإرهاب الاقتصادي.. إذ أن اي دولة ترضخ لشروطهما المجحفة ، تقع تحت طائلة الديون الربوية وتتصاعد فوائد الديون تصاعدا مركبا ، ارتكب على ظهر الكرة الارضية ما لا يحصيه ذكر من جرائم الارهاب من قبل الأفراد والدول على السواء
وشهد العالم خلال ذلك قيام الحرب العالمية الثانية وسباق التسلح النووي والاستعمار ومصادره حق تقرير المصير الشعوب العالم الثالث واغتصاب فلسطين والتفرقة العنصرية والتطهير العرقي وجرائم الحرب وما لا يحصى من الجرائم المروعة بحق الشعوب .
كثيرا ما يتقاطع التفسير السياسي للإرهاب مع التفسير الأخلاقي ، فالغزو الأمريكي للفيتنام وبنما والعراق وأفغانستان ، تعتبر في عرف الغزاة إجراءات مشروعة لحماية المصالح الحيوية ولا يخضع تعريف الارهاب لمعايير محددة.. بقدر ما يتم تعريفه حسب المعايير الخاصة بكل دولة
الأخوان المتأسلمين يعتبرون أحراراً يستحقون الدعم بالمال والسلاح في عرف الولايات المتحدة التي تعتبر دفاع مصر عن حريه العقائد الدينيه وحماية أفراد المجتمع من الإرهاب انتهاك لحقوق الإنسان.
كما تتهم الإدارة الأمريكية إيران وليبيا والعراق وسوريا بالإرهاب ودعم المنظمات الارهابية رغم تورط الولايات المتحدة نفسها في دعم الانظمة والحركات الارهابية

بقلم : الباحثة ميادة عبد العال