كتب – هند حامد
في سجل الإعلام الإماراتي، ثمة أسماء تترسخ في الذاكرة لأنها لم تكن مجرد عابرة في صفحات الصحافة، بل كانت صوتاً وضميراً وذاكرة وطنية.
ومن بين هذه الأسماء، يسطع اسم فضيلة المعيني، التي نسجت أكثر من ثلاثة عقود من العطاء في بلاط صاحبة الجلالة، لتصبح نموذجاً للإعلامية المثابرة، والقائدة الملهمة، والمرأة التي صاغت تجربتها بوعي ومسؤولية.
منذ أن خطت أولى خطواتها في صحيفة البيان عام 1989، حملت المعيني شغفها بالقلم، متنقلة بين الميدان والتحرير، قبل أن تثبت جدارتها في منصب مدير تحرير.
لم تكن مقالاتها اليومية مجرد كلمات على الورق، بل كانت مرآة صادقة لقضايا الناس، وأفقاً رحباً لنقاش وطني وعربي جريء، يمزج بين المهنية والجرأة في الطرح.
لكن مسيرتها لم تتوقف عند حدود الصحافة المكتوبة، فقد أسهمت بفاعلية في العمل النقابي والإعلامي، وكانت من المؤسسين الأوائل لجمعية الصحفيين الإماراتية، متنقلة بين مواقع قيادية عدة، حتى حانت اللحظة الفارقة عام 2024، حين أصبحت أول امرأة تترأس الجمعية، في تتويج مستحق لمسيرة التزام طويل، وعنوان لمرحلة جديدة قوامها الابتكار والعمل الجماعي.
ما يميز فضيلة المعيني أنها لم ترَ في التحديات عوائق، بل فرصاً لصياغة نجاحات أكبر.
آمنت دائماً أن الإعلام مهنة التغيير والتجدد، فواكبت التحولات الرقمية والذكاء الاصطناعي، وفتحت أبواب التفاعل مع الشباب، إيماناً منها بأن المستقبل ملك لمن يجيد التعلم المستمر ويصون جودة المحتوى.
إسهامها لم يكن فردياً، بل جزءاً من سياق أكبر صنعته المرأة الإماراتية، بدعم ورؤية من القيادة الرشيدة، وبإلهام متواصل من سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك، “أم الإمارات”، التي فتحت الأفق واسعاً أمام بنات الوطن ليكُنّ شريكات في صناعة المستقبل.
اليوم، حين تتحدث فضيلة المعيني إلى الأجيال الجديدة، فهي لا تكتفي بسرد الإنجازات، بل ترسل رسالة صافية: لا تنتظرن الفرص بل اصنعنها، فالأحلام وحدها لا تكفي، وإنما يتحول الحلم إلى واقع بالجد والإرادة والثقة بالنفس.
إنها ليست مجرد إعلامية بارزة أو قيادية ناجحة، بل قدوة في المثابرة، ورمز من رموز الريادة الإماراتية، واسم سيظل محفوراً في ذاكرة الإعلام الوطني كصوت صادق، حمل هموم الناس، وعكس صورة وطن يكتب فصول نهضته بيد أبنائه وبناته، يداً بيد.