كتب: السياسي ووكالات
اختفت قرية ترسين في جبل مرة بإقليم دارفور، غرب السودان عن الخريطة، في واحدة من أسوأ الكوارث الطبيعية في تاريخ البلاد الحديث؛ حيث ابتلعتها الأرض.
واندثر نحو ألف شخص تحت الصخور والطين في لحظات، ولم ينجُ سوى شخص واحد، ليَروي مأساة اختفاء قرية بأكملها.
وحسب الناجي الوحيد إن الانزلاق الأرضي والذى وقع بالتزامن مع أمطار غزيرة.
حيث سمع صرخات النساء والأطفال قبل أن يُطمر كل شيء. واليوم، لم يتبق في ترسين أي شيء، لا بيوت ولا أشجار ولا أي أثر للحياة، بل صمت يُشبه صمت المقابر.
وأعلن مجلس السيادة الانتقالي الحداد العام، وأكّد عزمه تقديم الدعم لضحايا الكارثة.
وأكد حاكم إقليم دارفور، المُكلف مني أركو مناوي، إن الحادثة أكبر من طاقة أهل المنطقة.
حيث أن الإمكانات المحلية لا تكفي لمواجهة هذا الحجم من الدمار.
وهذه المأساة ليست الأولى في جبل مرة، ففي عام 2018 شهدت قرية تربا انزلاقاً أرضياً أودى بحياة 20 نازحاً، وإصابة أكثر من 50 آخرين
فيما لا يزال 6 مفقودين حتى الآن، ووقتها فقدت أسر كاملة أبناءها.
مثل أسرة سيف الدين عبد الكريم التي خسرت 6 أفراد دفعة واحدة.
ولا تخضع منطقة جبل مرة إدارياً وسياسياً للحكومة السودانية، ولا لسلطة حاكم الإقليم، أو سلطة الحكومة المدعومة من قوات الدعم السريع
وجبل مرة يتكون من مجموعة قمم بركانية، يبلغ ارتفاعها نحو 3 آلاف متر فوق سطح البحر.
وتقع في وسط إقليم دارفور، وهي منطقة تسكنها قبيلة الفور التي اشتُق اسم الإقليم منها.
وتعتبر منطقة جبل مرة ملاذاً للهاربين من نيران الحروب يحتمون بكهوفها وشعابها، لكنها تحولت اليوم إلى فخ قاتل.