لاله خليل زاده تكتب.. سبل تطوير العلاقات بين أذربيجان ومصر

لاله خليل زاده

المستشارة القيادية في مركز التحليل للعلاقات الدولية

سبل تطوير العلاقات بين أذربيجان ومصر
تحتل مصر والتي تعتبر واحدة من أعرق دول القارة الأفريقية والعالم الإسلامي مكانة خاصة في علاقات أذربيجان مع الدول الأفريقية. بالإشارة إلى الجذور التاريخية العميقة للعلاقات العظيمة بين دولتي أذربيجان ومصر، يمكن القول أنه تم افتتاح أول تمثيل دبلوماسي لأذربيجان في القارة الأفريقية في مصر.
تأسست العلاقات الدبلوماسية بين أذربيجان ومصر والتي مضى عليها 30 عاما، في 27 مارس 1992. ثم بعد عام، في 1993 ، تم افتتاح السفارة المصرية في أذربيجان. تعتبر مصر أحد التوجهات ذات الأولوية لسياسة أذربيجان الخارجية مع الدول العربية. إذا قمنا بذكر فقط، أن مصر كانت من أوائل الدول التي اعترفت باستقلال أذربيجان، فسوف نفهم مدى أهمية هذه العلاقات وما يرتبط بها من روابط تاريخية.
وهكذا، في 26 ديسمبر 1991، أيدت مصر التي اعترفت باستقلال أذربيجان، موقف بلدنا في الأمم المتحدة ومنظمة التعاون الإسلامي. وقد أثر هذا الموقف المصري على دول عربية أخرى وساهم في أعمال مماثلة تجاه بلادنا.
بدأت استراتيجية التنمية للبلدين بزيارة رسمية للزعيم الوطني للشعب الأذربيجاني حيدر علييف إلى القاهرة في عام 1994. واستمرارا لهذه الاستراتيجية، في عام 1996، تم توقيع عقد اتفاق بين أذربيجان ومصر بشأن التعاون في مجال الأمن وتنفيذ الأنشطة المشتركة في هذا المجال.
الجدير بالذكر أن حيدر علييف الذي ترأس بنفسه الوفد الأذربيجاني في قمة منظمة التعاون الإسلامي المنعقدة في طهران عاصمة إيران عام 1997 بمشاركة 53 دولة والتي اظهر بها وضع اللاجئون والمشردون داخليا من أوطانهم نتيجة السياسة العدوانية لأرمينيا ضد أذربيجان، وهناك قام بتقديم شكر الحكومة المصرية.
وشهدت العلاقات التي أقيمت في عهد حيدر علييف عددا من الاتصالات الناجحة في إطار الزيارات المتبادلة في عهد رئيس الدولة إلهام علييف. وهكذا، في إطار زيارة الرئيس الأذربيجاني إلهام علييف إلى مصر في 6-8 مايو لعام 2007، تم توقيع 12 اتفاقية بين البلدين في مجالات الاقتصاد والطاقة والسياحة والزراعة والعلوم والتكنولوجيا. وليس من قبيل المصادفة أنه في إطار المقابلة تم إعلان محافظة القليوبية ومدينة ابشيرون هي المدن الشقيقة. وقد لعب هذا دورا مهما في التنمية الناجحة للتعاون الإقليمي بين البلدين.
في عام 2015، تم إعلان مدينة شرم الشيخ في مصر ومدينة جبالة الأذربيجانية مدينتين شقيقتين، وتمت مناقشة برتوكول إعلان الاسكندرية وسومجيت والقاهرة وباكو ومنطقة البحر الأحمر في مصر وإحدى مناطق أذربيجان مدن شقيقة. وتم تثبيت نصب تذكاري للزعيم الوطني حيدر علييف في الحديقة التي سميت على اسم الصداقة المصرية الأذربيجانية في محافظة القليوبية، والتي كانت تعبيرا عن الصداقة بين البلدين من ناحية، ومن ناحية أخرى كانت إحدى الخطوات المهمة الأخرى في التعاون بين أذربيجان ومصر كانت توقيع اتفاقية في عام 2019 بحيث يمكن لحاملي جوازات السفر الدبلوماسية والخدمية لكلا البلدين السفر بدون تأشيرة.
بالنظر إلى السنوات القليلة الماضية، يمكن للمرء أن يشهد تطورا ملحوظا في العلاقات المصرية الأذربيجانية بفضل الاتفاقات الموقعة نتيجة سلسلة اللقاءات والزيارات المتبادلة بين مسؤولي البلدين. العلاقات الاقتصادية الثنائية.
العلاقات الاقتصادية الثنائية
على مر التاريخ، كان موقع كلا البلدين على طرق تجارية مهمة عاملاً يربط بينهما اقتصاديًا وتجاريًا. على الرغم من تطور التعاون الاقتصادي بين أذربيجان ومصر، والذي يتمتع بإمكانات كبيرة في المجال الاقتصادي، إلا أن الإمكانات الحالية لم يتم الاستفادة منها بالكامل. في السنوات الأولى بعد الثورة في مصر كانت صناعة النفط أساس العلاقات الاقتصادية. نشهد في الفترة الزمنية الحالية تنوعًا في العلاقات الاقتصادية والتجارية. منتجات الصناعة الكيميائية والصيدلانية، الزراعة ، مواد البناء، الزيوت الصناعية، الوقود، المنتجات الغذائية، السجاد، وإلخ.
أعطت الاتفاقيات الموقعة بين أذربيجان ومصر في المجال الاقتصادي هذا العام سببًا للقول إن هناك تقدمًا كافيًا في العلاقات الاقتصادية الثنائية. وهكذا، في 25 فبراير من العام الحالي، تم التوقيع على الدورة الخامسة للجنة المشتركة للتعاون الاقتصادي والفني والعلمي الحكومي الدولي بين أذربيجان ومصر وعدد من الوثائق في باكو:
– مذكرة اتفاق بشأن التعاون بين وكالة تنمية الأعمال الصغيرة والمتوسطة والصغرى في مصر ووكالة تنمية الأعمال المتوسطة والصغيرة في أذربيجان (كوبيا).
– مذكرة اتفاق بين وزارة التجارة والصناعة المصرية ومؤسسة تشجيع الصادرات والاستثمار الأذربيجانية بشأن إنشاء مجلس الأعمال المصري الأذربيجاني.
– مذكرة اتفاق للتعاون بين ميناء الإسكندرية المصري وميناء باكو الأذربيجاني.
– مشروع لمذكرة اتفاق بشأن التعاون بين جمعية رجال الأعمال المصريين في مصر والمؤسسة الأذربيجانية لترويج الصادرات والاستثمار.
أيضًا، في يوليو من هذا العام ، خلال اجتماع مع السفير المعين حديثًا والمفوض لمصر لدى أذربيجان هشام محمد ناجي عبد الحميد ، رئيس وكالة ترويج الصادرات والاستثمار يوسف عبد اللاييف، وتم مناقشة تطوير العلاقات المتبادلة مع الشركاء الأجانب، وتصدير المنتجات غير النفطية والاستثمار في القطاع غير النفطي وتم تبادل وجهات النظر حول العمل الذي تقوم به وكالة ترويج الصادرات والاستثمار في اتجاه جذب كما تمت مناقشة الإجراءات التي تم تنفيذها في إطار مذكرة الاتفاق الموقعة في باكو مع وزارة التجارة والصناعة المصرية في فبراير من هذا العام.
كما امتدت العلاقات الاقتصادية الثنائية النامية إلى مجال السياحة. بالنظر إلى الفترة التي سبقت جائحة الفيروس كورونا، زاد عدد السياح من مصر إلى أذربيجان في عام 2019 أربع مرات مقارنة بعام 2018، مما يعني زيادة بنسبة 84 في المائة. والجدير بالذكر أنه كان تزايد عدد من السياح الأذربيجانيين القاديمين من أذربيجان إلى مصر أيضا. في هذا السياق، لعب افتتاح الخطوط الجوية المباشرة بين باكو وشرم الشيخ وتخفيف نظام التأشيرات دورًا في التقدم المتزايد لقطاع السياحة. جدير بالذكر أن إعادة تنظيم رحلات باكو – شرم الشيخ في فبراير من العام الجاري أدى إلى انتعاش السياحة.
العلاقات الثنائية في فترة ما بعد الحرب
مصر التي تعترف بشكل لا لبس فيه وتدعم استقلال أذربيجان أعلنت عن هذا الموقف صراحة في الأمم المتحدة، ومنظمة التعاون الإسلامي، وحركة عدم الانحياز، و جامعة الدول العربية.
ورأينا نفس الدعم خلال الحرب الوطنية الأذربيجانية التي استمرت 44 يومًا في تغطية الصحافة المصرية لعمليات الهجوم المضاد التي قام بها الجيش الأذربيجاني لتحرير الأراضي التاريخية المحتلة. كان هناك شعور بأن الصحافة المصرية، التي تنشر بانتظام أخبارًا عن الأراضي المحررة من قبل الجيش الأذربيجاني، تدعم الموقف الصحيح لأذربيجان.
كما كان الحال خلال الحرب، في فترة ما بعد الحرب ، دعمت مصر أذربيجان في مسألة المشاركة في أعمال إعادة الإعمار في الأراضي المحررة في أذربيجان. وهكذا، أوضح سفير مصر السابق لدى أذربيجان عادل إبراهيم، أن التعاون سيغطي بشكل أساسي مجالات مثل الطاقة والبنية التحتية، كما أكد أن شركة مصرية قد وصلت بالفعل إلى أذربيجان وتجري مناقشات في هذا الصدد.
تعتبر العلاقات المكثفة ذات أهمية كبيرة في تطوير العلاقات بين الدول و تحديد آفاق جديدة للتعاون. واليوم يمكننا أن نلاحظ بالفعل أن التعاون بين أذربيجان ومصر، اللتين تجمعهما ديانة وثقافة مشتركة، يقوم على أساس العمل ويستمر في هذا الاتجاه.

وأخيرًا لا بد من تجنب الصراخ الذي يقوم به الأبوين في وجه الطفل كردِّ فعل عند قيام أحد الأطفال بتصرف خاطئ، ولكن يُعتبر هذا التصرف مُرهقًا ومُتعِبًا للآباء قبل الأطفال؛ لأنّ الصراخ لا يقوم لتوصيل أيّ رسالة للطفل، بل قد يزيد الأمور سوءًا؛ لأن الطفل سيترجم أنّ سبب الصراخ الوحيد هو العدوانية، وسيصبح ردَّ فعله أصعب وأشد.
الخلاصة: هنا لا بد من الصبر على تربية الأطفال؛ لأن تربية وتنشئة الأولاد تحتاج إلى كثير من الصبر والتحمل سواءً عند رعايتهم أو تعليمهم؛ لذلك يجب على الآباء التحلي بالصبر قدر المستطاع؛ لأنّ طريقة تربية أطفال هادئين ومؤدبين لا تجدي نفعًا إن لم يمتلك الأهل الصبر والعقلية المناسبة في كيفية التعامل مع الطفل.