لماذا ينتقد المصريون الرئيس السوري أحمد الشرع؟ تحليل لأبرز الأسباب والخلافات

كتب: السياسي ووكالات 

شهدت العلاقات المصرية السورية، في مرحلة ما بعد سقوط نظام بشار الأسد وصعود الرئيس السوري الحالي أحمد الشرع، موجة من التوتر والانتقادات المصرية الموجهة لشخص الرئيس الشرع وبعض القرارات التي اتخذها أو التصريحات التي أدلى بها.

هذه الانتقادات لم تقتصر على الإعلام غير الرسمي، بل امتدت لتشمل ردود فعل رسمية وغير رسمية، ما يعكس حالة من عدم الارتياح في القاهرة تجاه السياسات الجديدة في دمشق.

وتتبلور أسباب هذه الانتقادات في محاور سياسية وتاريخية واقتصادية متعددة.

الخلافات التاريخية والرمزية

تعد القضايا الرمزية والتاريخية من أبرز النقاط التي أشعلت الغضب المصري تجاه القيادة السورية الجديدة بقيادة أحمد الشرع 

إلغاء عطلة السادس من أكتوبر

أثار قرار الشرع بإلغاء عطلة السادس من أكتوبر (ذكرى حرب 1973 التي خاضتها مصر وسوريا ضد إسرائيل) من التقويم الرسمي السوري ردود فعل غاضبة في مصر.

وينظر إلى هذا القرار في القاهرة على أنه تنكّر للدور المصري في تلك الحرب وإضعاف للرمزية التاريخية المشتركة.

رغم أن وجهة النظر السورية قد تعتبره خطوة نحو التخلص من تركة النظام السابق أو إعادة تقييم للأحداث التاريخية.

التصريحات المثيرة للجدل حول الاقتصاد المصري

تسببت تصريحات منسوبة لأحمد الشرع حول الأوضاع الاقتصادية في مصر بموجة واسعة من الانتقادات المصرية.

مقارنة مصر بدول خليجية وتركيا

وأدلى الشرع بتصريحات، قيل أنها خلال مؤتمر اقتصادي، أشار فيها إلى دول مثل السعودية والإمارات وقطر وتركيا على أنها دول ناجحة ومواكبة للتطور.

في حين تم تفسير كلامه أو نقله على أنه يقلل من شأن مصر والعراق في هذا المجال.

اعتبرت الأوساط المصرية هذه التصريحات تجاوزًا وطعنًا في الجهود التنموية للدولة المصرية.

الأمر الذى أثار حفيظة الإعلام والمحللين الذين رأوا فيها محاولة للنيل من مكانة مصر الإقليمية.

القلق من التوجهات السياسية الجديدة

تبدي القاهرة تحفظات وقلقاً تجاه التوجهات السياسية للنظام الجديد في سوريا، لا سيما ما يتعلق بخلفية الشرع ونظامه.

الخلفية الإسلامية والخشية من التمدد

يرتبط أحمد الشرع بتنظيمات سابقة ذات خلفية إسلامية (هيئة تحرير الشام)، وهو ما يثير قلقاً عميقاً في مصر، التي لديها حساسية تجاه أي حركات ذات توجه إسلامي سياسي، خاصة في ظل الأوضاع الإقليمية المتغيرة.

يُنظر إلى صعود الشرع على أنه قد يغير موازين القوى ويمنح نفوذاً لجهات لا تتفق مع الرؤية المصرية للاستقرار الإقليمي، ما يدفع الإعلام والجهات الرسمية لإبداء حذر شديد أو توجيه انتقادات.

مستقبل العلاقات بين القاهرة ودمشق

توضح هذه الأسباب أن الانتقادات المصرية للرئيس السوري أحمد الشرع تنبع من تقاطعات تاريخية، وحساسيات سياسية، وردود فعل على تصريحات تُعتبر مسيئة.

يبقى التحدي الرئيسي هو كيفية تجاوز هذه الخلافات الرمزية والسياسية للحفاظ على الحد الأدنى من التنسيق بين القاهرة ودمشق في ظل المتغيرات الإقليمية والدولية.

 

اترك تعليقاً