محمود رياض.. الفارس النبيل لصاحبة الجلالة

 

بقلم : محمد حنفي الطهطاوي

لا ادري كيف ابدأ الكتابة فمازلت في حالة صدمة كبيرة علي فراق الصديق والحبيب الناقد الرياضي الكبير محمود رياض رئيس قسم الرياضة بجريدة الخميس ، الذي نحتسبه عند الله من الشهداء ربنا يرحمه ويسكنه فسيح جناته في الفردوس الاعلي من الجنة بإذن الله .

كنا نتحدث تقريبا يوميا بالساعات علي الهاتف في كل الأمور ، واتذكر عندما كانت تشغلني بعض الامور الحياتية ، كان يبادر بالاتصال للسؤال والاطمئنان علي وكان يقول ” انت نسيتني ولا ايه بطلت تسأل علي ” وكان ردي له دون تفكير او تبرير “أنت في القلب دايما ابو رياض ” 

تحدثنا معا في أخر مكالمة بيننا قبل أيام من وفاته، وكان سعيدا جدا  بالحب الكبير  وكم الاتصالات المهولة التي تلقاها من الكثيرين للاطمئنان عليه وقت مكوثه في مستشفي الحميات قبل نقله لمستشفى العزل الصحي ..قلت له ” انت خلاص ابا الحسن بقيت نجم وليك معجبين كتير بكرا لما تخف وتروح الببت مش هترد علي تيلفوني ” ..رد علي بابتسامته المعهودة ” الحمد لله علي محبة الناس مش مصدش كل الناس كانت بتدعيلي الحمد لله ” للأسف بعدها ساءت حالته الصحية واغلق هاتفه إلي أن جاء الخبر الصادم .

أخر لقاء جمعني بالفقيد الغالي أو بالأدق لقاء الوداع كان في نقابة الصحفيبن مكاننا المفضل منذ شهر بعد تنسيق قبلها علي الهاتف كالعادة وكان معنا بالصدفة الصديق محمود النجار الكاتب الصحفي الكبير، تكلمنا في كل الامور ولكن هذه المرة سبحان الله لم نذهب لمطعمنا المفضل الذي كان نتناول فيه الكشري ، حيث كان قرار الحكومة وقتها باغلاق المحلات في السابعة مساء بسبب كورونا اللعين،  افترقنا لاول مره هو ذهب من طريق  وذهبت انا من طريق آخر مع عبد المجيد عبد الله الصحفي المختص بتغطية اخبار وزارة الصحة.

قبل مرضه بايام كنت علي تواصل معه بحكم العادة واتفقنا علي ان نلتقي في وسط القاهرة قبل قدوم شهر رمضان ولكن قضاء الله وقدره كان سباقا ولم نلتقي حيث تم احتجازه بمستشفي الحميات وبعدها انتقل لمستشفي العزل بالعجوزة بعد ثبوت اصابته بفيروس كورونا الخسيس وبعدها فارق الحياة .

مضت أيام علي وفاته ومازالت الصدمة في كل الأوساط  ، فاأبا الحسن كما كان يحب أن يطلق عليه كان بشوشا وطيبا لاقصي درجة ممكنة وكان محبا لوطنه رغم كل المشكلات والمتاعب التي واجهته وضاع حقه فيها وتعرض للظلم والندالة من بعض اصدقائه ، ولكنه كان محتسبا كله عند الله وراضي بما قسمه الله له قنوعا ،  تحمل ما لا تتحمله الجبال ، وكنا عندما يحدث شئ مؤسف لنا نقول ..” ليه كده يامصر احنا بنحبك ”  وهذا لم يمنع الفقيد الغالي من القيام بدوره في كتابة مقالاته التوعوية وخاصة في المجال الرياضي حتي بعد اغلاق جربدة الخميس فكان الشرف الكبير لموقع السياسي ليكون منبر لأبا الحسن لكتابة ابداعاته .

 محمود رياض كان شخص عزيز النفس كرامته فوق اي اعتبار ، لا يحب الصدام حتي مع من أخطأ في حقه كان عنده حسن بصيرة ودائما وجهة نظره صحيحة ، كان لي الشرف أن أكون من أصدقائه المقربين وكان يستشيرني في كل كبيرة وصغيرة تخصه وانا أيضا طوال علاقتنا لم نختلف او نتشاجر علي الاطلاق ، وكنا علي تواصل دائم .

ياصديقي الغالي لن ننساك أبدا ، وكما كنت اقول في حياتك أنت في القلب دايما ، كنت مثالا ونموذجا وقدوة للجميع في تعاملك مع الناس، وكان الحفاظ علي دينك وعقيدتك من اولوياتك ولا تخشي في الله لومة لائم مهما حدث ، الكل يعلم ذلك ومن هنا لم استغرب هذا الحب الكبير من كل الناس لك والصدمة الكبيرة في فقدانك ، المواقف كثيرة والكلام عنك ياصديقي يحتاج لمجلدات وكتب لكنها لن تعوض فقدانك أبدا  لن انساك أبدا وأنت في القلب دائما.

ربنا يرحمك ياأغلي الاصدقاء وأعز الأحباب ويسكنك فسيح جناته في الفردوس الأعلي نحتسبك عند الله من الشهداء مع النبيين والصديقين والصالحين  وربنا يشفي اسرتك الجميلة ويحققون ما كنت تحلم به لهم باذن الله .