مرصد الإفتاء يكشف تناقض فتاوى داعش النسائية مع ممارساته في الميدان

كتب: محمد حنفي الطهطاوى

قال المرصد إنه رصد مؤخرًا إصدارًا مرئيًّا جديدًا يحمل عنوان “صولات الموحدين 2” لما يسمى بالمكتب الإعلامي للبركة التابع لتنظيم داعش الإرهابي، في إطار جهود متابعة مرصد الفتاوى التكفيرية والآراء المتشددة التابع لدار الإفتاء لكل ما يصدر عن الجماعات التكفيرية. 

وأكَّد المرصد على أن التنظيمَ سعى في الإصدار الأخير إلى تصدير صورة مشاركة عناصر نسائية مكشوفة الوجه يلعبن أدوارًا قتالية غير معتادة في الصولات ضد عناصر الجيش السوري؛ وذلك في محاولة من التنظيم لكسب وتجنيد عناصر جديدة من المتعاطفات مع التنظيم، وتعويض خسائر التنظيم بعد تزايد أعداد القتلى من الرجال وكثرة أعداد الفارين والمنشقين بين صفوفه.

وعلَّق المرصد على أن إشراك عناصر نسائية في عمليات قتالية يكشف حقيقة إفلاس التنظيم العقائدي، ويفضح حجم تناقض ممارساته مع عدد الفتاوى التي سعى إلى فرضها في المجتمعات التي حضرها في محاور مختلفة، منهااصطحاب مقاتلات لتنفيذ عمليات تتناقض كليًّا مع نص فتوى إذاعة البيان التابعة للتنظيم فيما يتعلق “بمشاركة المرأة في الغزوات”؛ حيث أكدت على أن الأصل في المرأة أنها ليست من أهل الجهاد فلم يخاطبها الشرع بالقتال، كما أشار إلى نهي الفقهاء عن اصطحاب النساء في ساحات القتال خشيةَ الوقوع في الأسر أو السبي، وإنما أجاز الفقهاء مشاركتها في بعض الأعمال مثل السقاية وتطييب المقاتلين عند الحاجة إلى ذلك مع ضرورة الالتزام بالاحتشام.

وكشف المرأة لوجهها في العمليات حسبما أبرز الإصدار يتعارض مع فتوى التنظيم التي جاءت في مطوية تحت عنوان “أدلة وجوب ستر المرأة” حيث أكدت على أن الأصل للمرأة المسلمة هو أن تقر في منزلها لا ترى الرجال ولا يرونها، ولا تخرج من المنزل إلا للضرورة، وإذا خرجت مُنعت من التبرج أي إظهار أي شيء من البدن كالوجه أو اليد أو القدم، مستندة في ذلك إلى أن الإسلام رغَّب في صلاة النساء بالمنزل كي لا يحضروا الصلاة بالمسجد لما في ذلك مظنة الاختلاط.

وارتداء المرأة لزي المقاتلين يتنافى بشكل جَليٍّ مع شروط حجاب المرأة الشرعي الذي وضعه التنظيم في مطوية تحت عنونا “عفافك في حجابك” حيث إنه يغطي من الرأس إلى القدم، على أن يكون واسعًا فضفاضًا سميكًا لا يشف الجسد ومصنوعًا من القماش.

وخلَص المرصد إلى التأكيد على كون تناقض التنظيم في فتواه وواقعه العملي يوضح حقيقة التنظيم الذي يعمل على تحقيق أكبر مكاسب للتنظيم، حتى وإن لم تتفق مع كثير من معتقداته المعلنة عملًا بمبدأ “الغاية تبرر الوسيلة”. ويحذر المرصد من مغبة نشاط التنظيم الإعلامي في تجنيد وحشد عناصر جديدة له من النساء في مناطق الصراع.