كتب: خالد خيري
شهدت بطولة كأس العرب في نسختها الأخيرة دور مجموعات استثنائياً، حمل معه مفاجآت كروية مدوية هزت توقعات الجماهير وقلبت موازين القوى التقليدية.
ولم تقتصر الإثارة على الأداء القوي للمنتخبات المرشحة، بل تجسدت في انتصارات تاريخية حققتها منتخبات أقل ترشيحاً على حساب عمالقة الكرة العربية، أبرزها فوز سوريا على تونس وفلسطين على قطر.
النسر السوري يُحلق عالياً: إسقاط “نسور قرطاج”
كانت مباراة سوريا ضد تونس هي العنوان الأبرز للمفاجآت. دخل المنتخب التونسي، المعروف بخبرته وتاريخه في البطولات القارية والعربية، المباراة كمرشح قوي للفوز.
لكن المنتخب السوري قدم أداءً تكتيكياً صلباً ومنظماً، اعتمد على الروح القتالية العالية واللعب السريع في الهجمات المرتدة.
استغل لاعبو سوريا الأخطاء الدفاعية التونسية وتمكنوا من تسجيل هدف ثمين أمن لهم النقاط الثلاث عن طريق عمر خربين.
هذا الفوز لم يكن مجرد نتيجة، بل كان بمثابة رسالة قوية من النسر السوري على قدرته على منافسة الكبار، وزعزع ثقة الجماهير التونسية بمنتخبها.
الأمر الذى عقد حسابات المجموعة بشكل دراماتيكي وأجبر تونس على بذل جهود مضاعفة للتأهل.

الفدائي يُبهر الجميع..انتصار تاريخي على العنابي
لم تقل مفاجأة فوز المنتخب الفلسطيني على المستضيف والمرشح الأول، منتخب قطر (العنابي)، أهمية أو تأثيراً.
المنتخب القطري، الذي دخل البطولة بآمال كبيرة مدعومة بعاملي الأرض والجمهور، واجه صلابة دفاعية وتنظيماً غير متوقعين من “الفدائي” الفلسطيني.
وأظهر المنتخب الفلسطيني قدرة هائلة على الصمود تحت الضغط، وتحول من فريق يدافع إلى قوة هجومية فعالة في اللحظات الحاسمة.
هدف الانتصار الذي سجله الفلسطينيون أشعل المدرجات، وحقق فوزاً تاريخياً يعد من أجمل وأهم اللحظات في تاريخ مشاركاتهم العربية.
هذا الانتصار لم يمنح فلسطين ثلاث نقاط غالية فحسب، بل وجه صفعة قوية لتوقعات البطولة وأدخلها في منطقة المنافسة على بطاقات التأهل.
تأثير المفاجآت.. إعادة رسم الخريطة الكروية
أثبتت هذه النتائج غير المتوقعة أن كرة القدم العربية لم تعد حكراً على عدد محدود من المنتخبات، وأن الإعداد الجيد والروح القتالية يمكن أن يتفوقا على الفوارق الفنية والخبرة.
دفعت هذه المفاجآت بالجماهير لمتابعة البطولة بشغف أكبر، مؤكدة على أن كأس العرب 2025، هي نسخة التحدي وإسقاط التوقعات.
السياسي الحقيقة شعارنا..والمصداقية طريقنا