محمد حنفي الطهطاوي كاتب صحافي مصري

“السبنسة”

 

” الصحافة والإعلام ومعركة المصير”

بقلم : محمد حنفي الطهطاوي

الرئيس عبد الفتاح السيسي وضع يده أخيرا على علاج أزمة غياب القوى الناعمة للدولة المصرية وعلى رأسها الصحافة والإعلام، فى ظل مواجهة البلاد لتحديات وجودية ،فى ظل واقع دولي شديد التعقيد مغ منطقة يعاد تشكيلها من جديد لخدمة احلام وأوهام الاحتلال الإسرائيلي.

عظيم جدا أن تكون هناك ارادة سياسية لإنقاذ الصحافة والإعلام المصري من الموت، ولكن يبقي تنفيذ هذه التوجيهات وتحويل الإرادة السياسية لواقع ملموس أمر شديد التعقيد،وبات أمرا لا مفر منه على الإطلاق، للحفاظ على الدولة المصرية ومواجهة كل المخططات التى تحاول اسقاطها فى الفوضى والمجهول لتنفيذ اجندات خاصة .

وهنا أجدد ما قلته مرارا وتكرارا فى مقالات سابقة ،أن الصحافة والإعلام ليس على عداوة ابدا مع مؤسسات الدولة ،بل بالعكس تماما هما حلقة وصل بين السلطة والشعب لزيادة الوعي وفضح الفساد وكشف المخططات الخبيثة التى تحاك ضد الوطن .

الصحافة والإعلام هى درع الوطن وسيفه ،فليس من مصلحة مصر استمرار الصوت الواحد والرأي الواحد ،فحرية الإعلام أمر لا مفر منه ولكن بشرط أن يكون مسؤول لأنه بدون ذلك تتحول الحرية لفوضى ،مثلما حدث بعد 25 يناير 2011 ، وهو ما فرض حالة من الاغلاق التام للمجال العام بعد 30 يونيو 2013 ، ومازلنا نعانى من تداعياته.

 

الإعلام المعادى بات مسيطرا ومتغلغلا فى الشارع المصري يبث سمومه داخل البيوت المصرية ،دون وجود أى منافسه من الصحافة والإعلام المصري الذى فقد بريقه لأنه لا يمثل جميع الأطراف هو دائما فى اتجاه واحد ،فبالتالي تفر منه الناس وتركوه وحيدا ،وتجمعوا لمشاهدة القنوات الخارجية التى تضخم السلبيات وتتجاهل أى إيجابية تحدث .

واجتماع الرئيس السيسي مع ممثلي الهيئات الإعلامية جاء فى وقت مناسب وأن تأخر بعض الشئ ،ولكن كما يقول المثل الشهير ” أن تأتى متأخرا افضل من أن لا تأتى” وتوجيهاته لتطوير وتحديث الإعلام والصحافة وتوفير المعلومات واتاحة الرأى والرأي الآخر أمر فى غاية الأهمية ،حتى نستطع مجابهة التحديات غير المسبوقة فى التاريخ المصري .

لابد أن تعود الصحافة والإعلام المصري إلى دوره الريادى فى اسرع وقت ممكن ،وأعتقد أن هناك ارادة سياسية تدفع نحو هذا الهدف، من أجل المصلحة العليا للوطن فى وقت عصيب يتطلب من الجميع التكاتف ووحدة الصف والتلاحم بين أبناء الوطن السلطة والشعب للنجاة من المكائد والمرور بسفينة الوطن إلى بر الأمان.

وفى الختام سلام

mohamedhanfy23@gmail.com

اترك تعليقاً