كتب: محمد حنفي الطهطاوي
أكد مرصد الفتاوى التكفيرية والآراء المتشددة التابع لدار الإفتاء المصرية أن الحركة باتت في حاجة لسد العجز الذي تعانيه في عدد المقاتلين، وتحتاج لمجندين جُدد؛ لذلك فقد تخلت عن مبدئها في تجنيد الأفغان فقط واتجهت لاستخدام مقاتلين أجانب في تنفيذ عملياتها لسد العجز المتزايد في عناصرها.
جاء ذلك تعليقًا على نفي حركة طالبان الأفغانية استخدامَها مقاتلين أجانب وتعاونها مع تنظيم داعش الإرهابي في قتالٍ بقرية نائية شماليَّ أفغانستان.
وأضاف مرصد الإفتاء في بيان له يوم الأربعاء ، إن نفي الحركة لتعاونها مع تنظيم داعش يؤكد ما ذكرته دار الإفتاء من قبل حول العداء المستشري بين التنظيمات الإرهابية المختلفة، الذي تطور إلى اقتتال شديد فيما بينها.
وتنبأ باحتدام صراع دامٍ بين حركة طالبان وتنظيم داعش في أفغانستان، حيث باتت الأرض تضيق بالتنظيمين الإرهابيين رحبًا، وأصبح الصراع لإثبات القوة والسيطرة لزامًا للبقاء والاستمرار، فمزاحمة تنظيم داعش لحركة طالبان لم تعد تطاق في أفغانستان
ومن الأمثلة الواضحة على هذا الصراع المحتدم: قيام مسلحي تنظيم داعش بقتل عناصر من حركة طالبان إثر اشتباكات في حي كوش تيبا في إقليم جوزجان شمال غرب البلاد، واغتيالهم محمد داود، القيادي في حركة طالبان؛ لأنه حارب ضدهم في ولاية نانجارهار الواقعة شرق أفغانستان على الحدود مع باكستان. فضلًا عن الاشتباكات المستمرة بين التنظيمين في مناطق متفرقة من البلاد.
وأكد مرصد دار الإفتاء أن حركة طالبان باتت تستعين بعناصر أجنبية في حربها ضد الحكومة المحلية، والتنظيمات المنافسة، حيث أكد محليون وجود أجانب يتحدثون لغات التركمان والأوزبك والبنجاب، وذلك رغم نفي حركة طالبان لتقارير حول استخدامها مقاتلين أجانب والتعاون مع تنظيم داعش في قتالٍ بقرية نائية في شمال أفغانستان يوم السبت الماضي.
وشدد مرصد الإفتاء على أن التحالف بين داعش وطالبان أمر مستبعد؛ لأن تنظيم داعش عمد إلى تفتيت التنظيمات المتطرفة المنافسة له، ومن ضمنها حركة طالبان، حيث أعلن عن قيام ولاية خراسان، التي تشكلت من عناصر منشقَّة عن طالبان؛ مما أثار حفيظة حركة طالبان، وإعلانها الحرب على تنظيم داعش والجماعات المنضوية تحت لوائه.
ولفت المرصد إلى أن جميع التنظيمات الإرهابية يحكمها مزيج من الانتهازية والتآمر والتجارة بالدين، في سعي دءوب للهيمنة والسيطرة، وزعزعة الاستقرار في الدول الموجودة على أراضيها، وتقويض أركان المجتمعات التي تقوم على التسامح، وحرية الدين والمعتقد.
ودعا مرصد الإفتاء إلى التحرك السريع والجاد للتصدي لهذه الجماعات الدموية، فضلًا عن ضرورة تضافر الجهود الدولية لهزيمة تلك الجماعات الظلامية التي تشوه الإسلام وتخالف تعاليمه التي تدعو إلى التعايش السلمي وعدم التمييز على أساس الدين.