حمدي زقزوق : انتشار الأمية الدينية والفكرية ساعد كثيرا على نشر التطرف

 

عضو هيئة كبار العلماء : التراث بحر زاخر بحاجة إلى غواصين مهرة  لإستخلاص ما يثري حياتنا

كتب: محمد حنفي الطهطاوي

قال محمود حمدي زقزوق، عضو هيئة كبار العلماء ، إن التطرف هو انحراف في الفكر والسلوك وهو قد يكون دينيا أو ثقافيا أو اجتماعيا أو غير ذلك، وهو من شأنه أن يفتح التقليد الأعمى للآخرين نظرًا لانتشار التقليد لأفكار وممارسات الآخرين، لا سيما إن كانت مغلفة بغلاف ديني، وما يحدثه ذلك من ارتكاب أعمال إجرامية .

وأشار خلال كلمته في مؤتمر التطرف وأثره السلبي علي مستقبل تراث الثقافة العربية ، إلى أن انتشار الأمية الدينية والفكرية يساعد كثيرا على نشر هذا الفكر المتطرف، فالعقل هو أهم نعمة أنعم الله بها على الإنسان وتربية العقول على الفهم الصحيح من أوجب ما يكون على الوالدين حتى لا يقع الشباب فريسة سهلة في يد العابثين ، فهم ثروة نعتمد عليها في بناء الأوطان

وأضاف أن المتطرفون ينشرون أفكارهم بإبعاد الآيات القرآنية أوالأحداث النبوية عن سياقها، فالقرآن يبين لنا أن العقل الإنساني نور من نور الله، والقرآن بين لما أن الله عندما خلق الإنسان نفخ فيه من روحه، واستحق الإنسان لذلك أن تسجد له الملائكة، ويعبر القرآن يعبر عن مسؤلياتنا عن نعم الله علينا .

 

وأكد إن الشرع أوجب النظر بالعقل في الموجودات ، والتراث ميراث، وعندما تؤل تركة إلى شخص ويقذف بها في البحر يوصف بالجنون.. فإذا بددها ولم يحسن استخدامها فهو أحمق، لكن إذا استغلها واستخدامها أحسن استخدام فهو شخص بصير ، فلا ينبغي أن ننظر إلى التراث على أنّه ماض فقط ، فالزمن حلقات متصلة ماض وحاضر ومستقبل فالفكر يتطور ولا فهم للفكر والواقع إلا بالقديم والا كان الأمر كليت يشيد فوق الرمال، فنحن مع التواصل المستمر بين التراث ومتطلبات العصر.

وأكد عضو هيئة كبار العلماء إن التراث منجم وبحر زاخر يحتاج إلى غواصين مهرة يستطيعون استخلاص ما يثري حياتنا، مع حمايته من عبث العابثين، ولابد أن نفصل هنا بين التراث البشري وبين مصدري الدين وهما القرآن والسنة النبوية فهما فوق التراث وليسوا من التراث، فالدين شيء والتراث شيئ آخر.