قضية محمود شتيوي تعود للواجهة مجدداً.. هل بات أرشيف حماس السري في يد إسرائيل ؟

 

تقرير :جهاد الباز

اختفى يوم 21 يناير 2015، أثر محمود شتيوي القيادي البارز في كتائب القسام الجناح المسلح لحركة حماس قبل أن يتم الكشف عن احتجازه في مواقع القسام السرية بسبب تجاوزات أخلاقية اعترف بها أثناء التحقيق، كما أوضح البيان قبل أن يتم الإعلان عن إعدامه يوم 7 فبراير 2016، أي بعد حوالي عام واحد من احتجازه.

وبحسب هيومان رايتس ووتش التي فتحت تحقيقاً في الحادثة آنذاك، فإن عائلة شتيوي سمح لها بزيارته حوالي 9 مرات أثناء احتجازه في مواقع وشقق سرية تابعة لكتائب القسام بطريقة مهينة حيث كان يتم عصب أعينهم أثناء نقلهم إلى مكان الاحتجاز.

وفي البداية تم اتهام شتيوي بالتعاون مع إسرائيل واختلاس أموال وارتكاب مخالفات أخلاقية، لكنهم فيما بعد أخلوا طرفه من تهمتي التعاون مع إسرائيل واختلاس الأموال.

وأثناء تلك الزيارات قام شتيوي بتهريب بعض الأوراق التي كتبها بخط يده والتي تشرح الطرق التي تم تعذيبه بها والتهديدات التي تلقاها من قبل يحيى السنوار قائد حماس في قطاع غزة والذي كان مسؤولاً عن ملفه قبل أن يتم إعدامه، مع العلم أن والدة شتيوي قامت بتسجيل مقطع مصور قبل وفاتها بمرض السرطان شرحت خلاله دور السنوار في قضية ابنها.

كما اتهمته بأنه أخل باتفاقه معها بأن كل القضايا التي تم تلفيقها لابنها سوف تسقط وسيتم الإفراج عنه، لكنها التقت به بعد ذلك جثة هامدة مصاب بثلاثة رصاصات وعلامات التعذيب واضحة على جسده.

وما يعيد تلك القضية إلى الواجهة مجدداً، ما نشرته صحيفة “ذا صن” البريطانية” مؤخراً حول تلك الحادثة نقلاً عن مصادر إسرائيلية قالت إنها عثرت على وثائق سرية داخل أحد مقرات حركة حماس في قطاع غزة تتضمن تفاصيل مرعبة تتعلق بحادثة إعدام شتيوي وتعذيبه.

الصحيفة قالت، إن إسرائيل تزعم أن الوثائق المسربة مكتوبة بخط يد يحيى السنوار قائد حماس في قطاع غزة، وتكشف المصير المروع لقائد كتيبة الزيتون في كتائب القسام محمود شتيوي والذي كان هو وعائلته في موضع احترام كبير لدى حركة حماس وكتائب القسام بسبب دورهم البارز في الحركة وفي حماية قائد الجناح المسلح للحركة محمد الضيف قبل ظهور السنوار في الصورة.

وبحسب الصحيفة، فإن الوثائق تشير إلى أن الاتهامات التي تم توجيهها لشتيوي تتمثل في مخالفات أخلاقية تتعلق بارتكاب أفعال جنسية شاذة وأن المخابرات الإسرائيلية استغلت تلك المعلومات في تجنيد شتيوي مقابل الحفاظ على تلك المعلومات.

وبعد احتجازه بطريقة غير رسمية مطلع العام 2015 بقي القائد السابق في القسام رهن الاحتجاز لمدة عام قبل أن يتم إعدامه على عكس الحالات الأخرى التي كان يتم تصفيتها بسرعة.

وإحدى الوثائق التي تمت كتابتها بخط شتيوي نفسه تشير إلى أنه تعرض لكل أنواع التعذيب لمدة 85 يوماً، وأن الضرب كان بسبب مكيدة من شخص إسمه سائد والسبب في ذلك يعود لشخص إسمه رائد الحلاق، حيث أنه تعرض للضرب بحوالي 500 جلدة قبل أن يتم نقله إلى المستشفى لتدهور حالته الصحية.

وأشار شتيوي في الوثيقة المسربة إلى أنه تعرض للشبح لمدة 5 أيام وكان مربوط العينين والأيدي والأرجل لمدة 20 ساعة يومياً، كما كان يتم تعليقه في الهواء ويتعرض للضرب بالسياط من قبل 4 أفراد من القسام.

وذكر شتيوي في رسالته أنه كان يتلقى التهديدات باستمرار من قبل من وصفتهم بـ”الإخوة” أبو معاذ وأبو صهيب وأبو عماد والدكتور منصور.

كما أشار إلى أن رائد سعد القيادي البارز في كتائب القسام أخبره بأنه سيتم قتله على الملف الأخلاقي بعد عدة أيام، كما أشار إلى أن هناك تفاصيل كثيرة حدثت أثناء التحقيق لا يستطيع سردها.

وإحدى الوثائق التي تم العثور عليها موقعة من قبل يحيى السنوار بشكل شخصي بكنيته “أبو إبراهيم” بتاريخ 14 أبريل 2015، وفيها تهديد صريح بأنه سيتم دفنه بالخرسانة ليقول الحقيقة حول الاتهامات التي تم توجيهها إليه.

صحيفة “ذا صن” من جانبها علقت على الوثائق بأن قائد حماس في غزة يحيى السنوار استخدم أساليب غير أخلاقية في تعذيب الضحية ترقى إلى حد التهديد بدفنه حياً بالخرسانة، ما يفتح باب التكهنات حول مصير الكثير من الضحايا الذين ماتوا تحت التعذيب داخل سجون حركة حماس خاصة وأن غالبيتهم كانوا من خارج إطار الحركة وتم إعدام العشرات منهم بتهم تم توجيهها وإثباتها بطرق غير قانونية.

وسيطرت حماس على قطاع غزة بالقوة العسكرية صيف عام 2007 بعد الانقلاب على السلطة الفلسطينية حيث لقي أكثر من 300 شخص حتفهم أثناء الهجمات العسكرية على مكاتب ومقار موظفي السلطة الفلسطينية وما زالت حتى اللحظة تتمسك بالإبقاء على نفسها كسلطة حاكمة لقطاع غزة.

اترك تعليقاً