كلمة الرئيس بمؤتمر القاهرة الدولى للاتصالات وتكنولوجيا المعلومات

كتب – محمد عطا

قال الرئيس عبد الفتاح السيسى، إن ما نشهده اليوم من جهد متميز وفكر إبداعى، ومشروعات يجرى تنفيذها من خلال التعاون والتنسيق بين مختلف الوزارات والهيئات المعنية، يعزز من الثقة فى أننا ماضون على الطريق الصحيح نحو التحول إلى مجتمع رقمى، يحظى فيه أبناؤه بفرص متساوية للمشاركة فى عملية التنمية، وتتكامل فيه مؤسسات الدولة لإتاحة خدمات رقمية مبتكرة، تعمل على تحسين الكفاءة التشغيلية وزيادة الإنتاجية، والمساهمة فى تحقيق التنمية المجتمعية المستدامة وتحسين مستوى معيشة المواطنين.

وأضاف الرئيس، فى كلمته بافتتاح فعاليات الدورة الثانية والعشرين لمعرض ومؤتمر القاهرة الدولى للاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، أن الدولة قدمت عددًا من البرامج والمبادرات التى تسعى إلى الاستثمار فى الطاقات الخلاقة لشبابنا الواعد، وتنمية مهاراتهم فى جميع المجالات، حيث شهدنا على مدار العامين الماضيين تزايدًا فى أعداد الملتحقين بمبادرة “رواد تكنولوجيا المستقبل” التى تم إطلاقها لإعداد جيل قادر على توظيف أحدث الوسائل التكنولوجية فى مختلف القطاعات، بما يتواكب مع احتياجات المجتمع المصرى. كما قدمت الدولة المصرية الدعم للعديد من المشروعات والبرامج التى تهدف إلى تعزيز ثقافة الإبداع وريادة الأعمال لدى الشباب فى مختلف أنحاء الجمهورية.

وإلى نص الكلمة..

“بسم الله الرحمن الرحيم

السيدات والسادة،

يسعدنى أن أرحب بكم فى هذا الملتقى السنوى الذى يضم حشدًا مميزًا من رواد قطاع تكنولوجيا المعلومات والاتصالات فى المنطقة والعالم. هذا القطاع الذى أصبح يمثل عنصرا أساسيًا فى دعم الخطط التنموية للدولة، ومحركًا دافعًا فى جهود بناء اقتصاد تنافسى ومتنوع يعتمد على الابتكار والمعرفة.

الأخوة والأخوات،

أولت مصر اهتمامًا كبيرًا بقطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، حيث حرصت فى رؤيتها فى هذا المجال على تطوير وتحديث البنية التحتية للاتصالات، وإقامة المدن الذكية، وتمكين مختلف فئات المجتمع من استخدام الخدمات الرقمية، فضلًا عن نشر الوعى المجتمعى بأهمية التحول الرقمى، وهو ما يساهم فى تحقيق نقلة نوعية فى المجتمع المصرى عبر توطين التكنولوجيا فى محافظات مصر المختلفة، وتوفير بيئة تشجع على بناء قدرات الشباب، والنهوض بصناعة وتصميم الإلكترونيات.

إن ما نشهده اليوم من جهد متميز وفكر إبداعى، ومشروعات يجرى تنفيذها من خلال التعاون والتنسيق بين مختلف الوزارات والهيئات المعنية، يعزز من الثقة فى أننا ماضون على الطريق الصحيح نحو التحول إلى مجتمع رقمى، يحظى فيه أبناؤه بفرص متساوية للمشاركة فى عملية التنمية، وتتكامل فيه مؤسسات الدولة لإتاحة خدمات رقمية مبتكرة، تعمل على تحسين الكفاءة التشغيلية وزيادة الإنتاجية، والمساهمة فى تحقيق التنمية المجتمعية المستدامة وتحسين مستوى معيشة المواطنين.

وإنه لمن دواعى الفخر أن نجد المبادرات التى أطلقناها تترجم إلى واقع ملموس، وعلى رأسها المعامل الإلكترونية المتكاملة بالمناطق التكنولوجية، والتى تأتى تأكيدًا للجهود التى تبذلها الدولة لتوطين التكنولوجيا فى محافظات مصر المختلفة، وإقامة صناعة وطنية للإلكترونيات وفقا لمبادرة تصميم وتصنيع الالكترونيات التى تهدف لجعل هذه الصناعة أحدى دعائم نمو الاقتصاد وزيادة الدخل القومى.

كذلك تأتى الأكاديمية الوطنية لتكنولوجيا المعلومات للأشخاص ذوى الإعاقة، والتى ستفتتح وفقًا لأحدث معايير الجودة والتدريب، تكليلا لجهود الدولة فى دمج وتمكين أبنائنا الأعزاء من ذوى الاحتياجات الخاصة، باستخدام الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، بهدف دعمهم وإتاحة المزيد من الفرص لهم للمشاركة والقيام بدور فاعل فى المجتمع.

هذا بالإضافة إلى معمل الأمم المتحدة الأفريقى لرعاية الإبداع التكنولوجي؛ والذى تم تجهيزه بأحدث الوسائل العلمية والتكنولوجية الحديثة، بما يساهم فى تنمية مهارات وتعزيز قدرات الباحثين والعاملين بالمجالات التكنولوجية من مختلف أنحاء القارة الأفريقية، ولتطوير حلول تكنولوجية إبداعية تساعد فى مواجهة التحديات العالمية وتحقيق أهداف الأمم المتحدة للتنمية المستدامة.

السيدات والسادة،

لقد سجلت الحضارات المتتالية بحروف من نور، الإرث الحضارى الذى ساهم به المصرى القديم فى تاريخ الإنسانية، ونحن كمصريين واثقون فى قدرتنا على استكمال مسيرة البناء الحضارى، فى ظل ما نمتلكه من شباب قادر على المشاركة الفعالة فى بناء المستقبل. ومن هذا المنطلق جاءت استراتيجية الدولة لبناء منظومة متكاملة تسعى إلى تسخير جميع الإمكانيات وتوفير فرص أفضل فى التعليم والتنمية لبناء الإنسان المصرى، الركيزة الرئيسية لتقدم الوطن.

وفى هذا الإطار، قدمت الدولة عددًا من البرامج والمبادرات التى تسعى إلى الاستثمار فى الطاقات الخلاقة لشبابنا الواعد، وتنمية مهاراتهم فى جميع المجالات، حيث شهدنا على مدار العامين الماضيين تزايدًا فى أعداد الملتحقين بمبادرة “رواد تكنولوجيا المستقبل” التى تم إطلاقها لإعداد جيل قادر على توظيف أحدث الوسائل التكنولوجية فى مختلف القطاعات، بما يتواكب مع احتياجات المجتمع المصرى. كما قدمت الدولة المصرية الدعم للعديد من المشروعات والبرامج التى تهدف إلى تعزيز ثقافة الإبداع وريادة الأعمال لدى الشباب فى مختلف أنحاء الجمهورية.

واستكمالا لتلك الجهود التى تهدف لإنشاء جيل جديد قادر على قيادة برامج التحول الرقمى وإدارة أنظمة العمل فى البيئة الرقمية؛ وتشجيع وتحفيز الإبداع التكنولوجى، ليس فقط فى مصر، بل وفى القارة الأفريقية التى نحرص على التعاون مع دولها الشقيقة ودعم جهود التنمية فيها، أعلن اليوم عن إطلاق “مبادرة أفريقيا لإبداع الألعاب والتطبيقات الرقمية” لتتولى وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات تنفيذها بالتعاون مع جهات الدولة المعنية، بهدف تنمية قدرات وتأهيل 10 آلاف شاب مصرى وأفريقى على تطوير الألعاب والتطبيقات الرقمية باستخدام أحدث التقنيات، وتحفيز تأسيس 100 شركة ناشئة مصرية وأفريقية فى هذا المجال.

الحضور الكريم،

أتمنى لمؤتمركم كل النجاح فى استثمار الإمكانيات الهائلة والفرص المتميزة التى يتيحها قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، بما يساعد فى التوصل إلى حلول مبتكرة لدفع عجلة التنمية المستدامة؛ وأوكد لكم دعم الحكومة الكامل لهذا القطاع لمواكبة التطورات العالمية المتسارعة فى هذا المجال، وللقيام بدوره فى إقامة مجتمعات جاذبة للاستثمارات وداعمة للإبداع التكنولوجى، وبناء مستقبل مزدهر يليق بمكانة وطننا وشعبنا العظيم.

وفقكم الله لما فيه الخير والسداد،

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.”