وزير الأوقاف: جيش واقتصاد قوي يعني دولة ذات مكانة ومواطناً ذا كرامة

كتب- محمد الغريب

 ألقى أ.د/ محمد مختار جمعة وزير الأوقاف اليوم الجمعة ٩/ ٧/ ٢٠٢١م خطبة الجمعة بمسجد : “نور الإيمان” بالأردنية بمدينة العاشر من رمضان بمحافظة الشرقية ، بحضور معالي الدكتور/ ممدوح غراب محافظ الشرقية ، وأ.د/ شوقي علام مفتي الجمهورية ، وأ.د/ محمد الضويني وكيل الأزهر ، وأ.د/ نظير محمد عياد أمين عام مجمع البحوث الإسلامية ، والشيخ/ مجدي بدران مدير مديرية أوقاف الشرقية، وعدد من العلماء وجمع من السادة العلماء والنواب والقيادات التنفيذية والشعبية بالمحافظة، ورئيس وأعضاء جمعية مستثمري العاشر من رمضان.

وخلال خطبته تحدث  وزير الأوقاف عن فضائل العشر الأول من ذي الحجة وعن مفهوم العمل الصالح فأكد أننا على مشارف أيام عظيمة طيبة مباركة ، قال عنها نبينا محمد (صلى الله عليه وسلم) : “ما من أيَّامٍ العملُ الصَّالحُ فيهنَّ أحبُّ إلى اللهِ من هذه الأيَّامِ العشرِ ، قالوا : يا رسولَ اللهِ ولا الجهادُ في سبيلِ اللهِ ؟ فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم : ولا الجهادُ في سبيلِ اللهِ إلَّا رجلًا خرج بنفسِه ومالِه فلم يرجِعْ من ذلك بشيءٍ” ، ويستحب في هذه الأيام المباركة الإكثار من الطاعات مثل الصيام في التسع الأول من ذي الحجة ، واليوم التاسع هو يوم عرفة، والذي يقول عنه نبينا (صلى الله عليه وسلم) : “صيامُ يومِ عَرفةَ إنّي أحْتسبُ على اللهِ أن يُكفّرَ السنَةَ التي بعدهُ والسنةَ التي قبلهُ” ، واليوم العاشر هو يوم النحر أو التضحية ، وفيه يقول نبينا (صلى الله عليه وسلم) : “مَا عَمِلَ ابْنُ آدَمَ يَوْمَ النَّحْرِ عمَلاً أحَبَّ إلى اللهِ (عزَّ وجلَّ) مِنْ هراقةِ دَمٍ، وإنَّهُ ليَأْتِي يَوْمَ القِيامَةِ بِقُرُونِها وأظْلافِها وأشْعارِها، وإنَّ الدَّمَ لَيَقَعُ مِن اللهِ (عزَّ وجلَّ) بِمَكانٍ قَبْلَ أنْ يَقَعَ على الأرْضِ، فَطِيبُوا بِها نَفْسًا” ، مشيرًا معاليه إلى أن ما عليه أهل العلم هو أن صك الأضحية يقوم مقام الأضحية ، كأنك ذبحت بنفسك سواء بسواء ، والعبرة بما تتحقق به الشعيرة ومصلحة الفقراء وإغناؤهم وإيصال الأضحية لهم بعزة وكرامة.

ويستحب أيضا في هذه الأيام المباركة الإكثار من التسبيح والتهليل والتكبير ، حيث يقول نبينا صلى الله عليه وسلم : “ما من أيّامٍ العملُ فيها أعظم عند الله سبحانه ولا أحبّ إليه من العمل في هذه الأيام يعني عشر ذي الحجة، فأكثِروا فيهنّ من التهليل والتكبير ، مؤكدًا معاليه إلى أن الحفاظ على الفرائض والإكثار من النوافل هو أفضل ما يُتقرب به إلى الله (عز وجل) ، فلا يُكتفى بالتسبيح والتهليل والتكبير وصيام يوم عرفة ثم يضيع الفرائض ، حيث يقول الله عز وجل في الحديث القدسي : “وما تَقَرَّبَ إلَيَّ عَبْدِي بشَيءٍ أحَبَّ إلَيَّ ممَّا افْتَرَضْتُ عليه” ، فعلينا اغتنام هذه الأيام المباركة بالحفاظ على الفرائض والإكثار من النوافل صلاة ، وصياما ، وقياما، وصدقة ، وبرا ، وصلة ، والحرص على صوم عرفة ، وعلى تحقيق سنة رسولنا (صلى الله عليه وسلم) في الأضحية يوم النحر.

كما أوضح أن مفهوم العمل الصالح في قوله (صلى الله عليه وسلم) : “ما من أيَّامٍ العملُ الصَّالحُ فيهنَّ أحبُّ إلى اللهِ من هذه الأيَّامِ العشرِ” يشمل جميع الأعمال الصالحة، مشيرًا إلى أن بعض الناس يضيق واسعا فيحصر العمل الصالح في العبادات فحسب ، مع أن العمل الصالح يتسع ليشمل كل ما ينصلح به حال الناس ، في أمور دينهم ودنياهم ، فتعب الفلاح وعرقه في حقله وجهده عمل صالح ، وتعب الصانع وجهده عمل صالح ، وإتقان الصناعات عمل صالح ، والأمانة في التجارة عمل صالح ، وبناء المصانع والمستشفيات والمدارس والجامعات عمل صالح ، ومشروع حياة كريمة لسعادة الناس وتوفير الحياة الكريمة لهم عمل صالح ، وكل من يسهم في ذلك بمال أو جهد أو عرق أو توعية عمل صالح ، وأن الاصطفاف حول الوطن وبناء الأوطان عمل صالح ، وأن بناء الجيوش القوية التي تحمي الأوطان عمل صالح ، ودعم وبناء المؤسسات الاقتصادية عمل صالح ، مؤكدًا معاليه أن جيشًا قويًّا واقتصادًا قويًّا يعني دولة ذات مكانة، ومواطنًا ذا كرامة ، وأن الالتفاف خلف قيادتنا السياسية وجيشنا وشرطتنا وبناء مؤسساتنا الاقتصادية هو واجب الوقت ، وأنه لابد من مقاومة الإرهابيين والمتطرفين ودعاة الهدم أيا كان نوع هذا الهدم. 

مَتى يَبلُغُ البُنيانُ يَوماً تَمامَهُ

إِذا كُنتَ تَبنيهِ وَغَيرُكَ يَهدِمُ

وفي ختام خطبته أكد جمعة أن الغش في الامتحانات يدمر العقول والأجيال ، وأن كل من غش، أو ساهم أو سهل أو تغاضى أو سرب فهو مفسد آثم، لا علاقة له بالعمل الصالح وإن صلى وإن صام.