بقلم: محمد حنفي الطهطاوي
” الاسطورة الحقيقي خالد محمد شوقي”
قدم للأسطورة الحقيقي الباطل خالد محمد شوقي سائق الشاحنة البسيط روحه الطاهرة فداء لأهل بلده فى مدينة العاشر من رمضان ،ليؤكد أن مصر مليئة بالنماذج والقدوة فى التضحية والفداء ،فلم تنجح المخططات الخبيثة فى نشر الفتن والمجون ودعم البلطجة والفتونة على حساب الأخلاق والمثل العليا.
فوجئ شوقي باندلاع النيران داخل الشاحنة بعد انفجار خزانها، وهددت النيران بوقوع كارثة كبرى حال امتدادها إلى المناطق السكنية المجاورة أو إلى خزانات محطة الوقود
لم يتردد السائق شوقي، بل اندفع إلى مقعد القيادة بسرعة بينما كانت النيران تلتهم الشاحنة، وانطلق بها خارج محطة الوقود، محاولاً إبعاد الخطر عن المواطنين المتواجدين، ونجح بالفعل في إخراجها إلى الشارع، مانعاً بذلك امتداد الحريق إلى خزانات الوقود في المحطة وحولها.
تصرف البطل المصري بعفوية لم يكن يريد جاه ولا لقطة كما يفعل الكثيرين أمام الكاميرات ، تصرف الاسطورة الحقيقي بفطرته لإنقاذ أرواح الآلاف من كارثة وضحى بنفسه وبروحه الطاهرة ليسطر اسمه بحروف من نور فى تاريخ هذا الوطن العزيز.
وأعتقد أن رد فعل الحكومة كان مناسبا لهذا الحدث الجلل،الذى فرض نفسه فى ظل تحديات جسيمة يمر بها الوطن داخليا وخارجيا ،أمام سوشيال ميديا ووسائل تواصل اجتماعي لا ترحم وتدمر كل شئ إيجابي وتروح وتضخم لكل شئ سلبي .
ولكن هل دفع تعويضات لأسرة الراحل الذى نحسبه شهيدا بإذن الله وإطلاق اسمه على أحد شوارع المدينة كافيا،للوفاء بحق هذا البطل الاسطوري، ألم يحن الوقت للشركة المتحدة التى تسيطر على الدراما والإعلام فى فى عمل درامي عن الراحل تناول قصة كفاحه من أجل لقمه الغيش وتبرز هذا الفعل الاسطوري الذى انقذ الآلاف الأرواح؟
أم نحن سنظل أمام تصدير أساطير زائفة تدعم البلطجة ومخالفة القانون والاتجار فى المخدرات وقتل الأبرياء، فى استمرار لتشويه صورة المجتمع الذى يعاني من تناقضات رهيبة تكاد تعصف به ،ولكن سبحان الله تأتى الأزمات والكوارث لتخرج افضل ما لدينا بفطرتنا السليمة بعيدا عن الواقع الافتراضي المشوه .
وأعتقد أن الشعب المصري مستعد للتضخية والفداء وليس كما تصوره الدراما التى تشوه الواقع الحقيقي وتدعم البلطجة والنماذج الشريرة ،لكن يأتى الواقع ليبرهن على المعدن الأصيل لهذا الشعب البطل الأبي الصامد أمام كل المخططات والمؤتمرات.
الأساطير الحقيقيون يجب علينا التأكيد على دورهم وإبرازه للأجيال لكل الأجيال لتخليدهم جيلا بعد جيلا لتختفي بعد ذلك الأساطير الزائفة التى يتم تضخيمها بلا داعي فى الإعلام والدراما
مصر بحاجة لكل جهود أبنائها المخلصين لعبور التحديات الصعبة التى تواجهها من أجل العودة مرة أخرى للدوري الريادى المعروف عن أم الدنيا مرة أخرى
عاش البطل الشهيد بإذن الله خالد محمد شوقي رحمه الله واسكنه فسيح جناته..خالص العزاء لأسرته ولنا جميعا
وفى الختام سلام
mohamedhanfy23@gmail.com