“سيادة مصر خط أحمر فوق أى اعتبار”
بقلم : محمد حنفي الطهطاوي
تحديات غبر مسبوقة فى التاريخ الحديث تواجه الأمن القومي المصري على كافة الاصعدة وفى وقت واحد،تجعل الاصطفاف والتكاتف أمر لا مفر منه وأصبح ضرورة ملحة وليس ترفا أو اختيارا ،خاصة مع اشتعال الحرب الإيرانية الإسرائيلية.
وهجوم الكيان الصهيوني المجرم المفاجئ واحتمال التدخل الأمريكي لاسقاط طهران، جعل المنطقة على فوهة بركان يكاد يعصف بالجميع، فالكل يترقب ما يحدث فى الساعات القليلة المقبلة فى الشرق الأوسط المشتعل بسبب البلطجة الإسرائيلية المدعومة أمريكيا.
والجميل فى الأمر هو زيادة وعى الشعب المصري وادراكه لخطورة التحديات المحيطة بالوطن العزيز من كل الاتجاهات وعلى كافة الاصعدة ، الأمر الذى يزيد من تكاتفهم خلف القيادة السياسية لدعمها فى المواقف الصعبة والتحديات الجسام للمرور بسفينة الوطن إلى بر الأمان
وما أود التأكيد عليه أن السيادة خط أحمر ومصر فوق المزايدات، ولذا التصرف الحكيم تجاه ما يسمى بقافلة الصمود بزعم فك الحصار عن غزة ،افشل كل المخططات والمؤامرات ،لاحراج مصر فى وقت شديد التعقيد والحساسية ،وهو الأمر الذى دعمه الشعب المصري بيقظته وحرصه على أمن وطنه وحمايته.
والموقف المصري سواء الرسمي أو الشعبي من القضية الفلسطينية ثابت ولن يتغير جيلا بعد جيل ،ودفعت وستدفع من أجله وعن طيب خاطر ثمن غالي ،والماضى والحاضر والمستقبل شاهد على ذلك دون مبالغة أو تقليل ،فالتاريخ شاهد ودليل وبرهان لاصحاب البصائر .
ولا اعتقد أن محاولات أضعاف مصر من بعض القوى العالمية فى صالح المنطقة، فكلما كانت الدور المصري قويا فاعلا كلما زاد الاستقرار فى المنطقة والعكس صحيح، ومصر دائما ما تسمو فوق الصغائر ولا تتوقف عندها ابدا ، لأنها زعيمة المنطقة وكبيرة العرب ومجدهم وفخرهم شاء من شأء وأبى من أبى ، فلا بديل عن أم الدنيا ومهما ضعفت ستعود أقوى مما كانت عاجلا أو أجلا.
ومصر ماضية فى كافة الطرق والاتجاهات لرفع الحصار عن قطاع غزة ووقف اطلاق النار فورا لإدخال المساعدات الإنسانية بشكل آمن وسريع ودون عوائق في جميع أنحاء القطاع المدمر بسبب جرائم الابادة الجماعية ،التى يرتكبها الكيان الصهيوني المحتل.
والمراقب للمشهد المتفجر فى الشرق الأوسط،بعد الهجوم العنيف الكيان الصهيوني ، ورد الفعل الإيراني القوى ،الأمر الذى يفرض مزيدا من الاستعدادات لكل السيناريوهات الممكنة السلبية قبل الإيجابية، لأننا أصبحنا داخل دائرة الاشتعال وكل ما يحدث بالقطع سيؤثر علينا.
لا اقلق على مصر ابدا فهى محفوظة من الله إلى يوم الساعة يوم يرث الله الأرض ومن عليها، ولكن لا مفر ابدا من اليقظة التامة خلال هذا الوقت العصيب للتعامل مع أى سيناريو قد يحدث ،واليقظة والوعى والصبر اشياء يجب الاهتمام بها فبل أى شئ أخر
حفظ الله مصر من كل سوء
وفى الختام سلام
mohamedhanfy23@gmail.com